بالعبارة. والمعروف ابن قتيبة ينقل عن ابن السكيت، فكيف تناقض ترتيب التشكيل؟؟ ولعل التثليث شائع في اللفظ فتسنى بذلك جمعها كما اتفق.
ثم إن الفارابى وهو الذى يتبع ابن السكيت، يقول في "فَعْل" بفتح الفاء: وَسَقْطُ الولد، فيه ثلاث لغات سَقط وسُقَط وسِقَط. (بفتح الأول، وضم الثانى، وكسر الثالث) ثم يقول: وكذلك سقط النار وسقط الرمل في اللغات الثلاث (٥). ثم يقول في "فُعْل" بضم الفاء: والسُّقْطُ: لغة في السَّقْطِ من الرمل (٦). ثم يقول في "فِعْل" بكسر الفاء: وهو سِقْط الولد، وسِقْط النار، وسِقْط الرمل (٧).
ورأيت ابن سيدة (٨) يفرق في الترتيب بين سقط الولد وسقط النار، وسقط الرمل، على النحو الاتى:
في سقط الولد: هو السِّقْط، والسُّقْط، والسَّقْط
في سقط النار: هو سَقْطُ، وسِقْط، وسُقْط
في سقط الرمل: هو سِقْط، وسُقْط، وسَقْط
ويتابعه ابن منظور (٩) ثم يقول الفيومي (١٠): وهو المحقق المدقق: سقط الولد من بطن أمه، فهو سِقْط بالكسر والتثليث لغة. وسقط النار، وسقط الرمل: بالوجوه الثلاثة. ونقل ابن السيد (١١) عن أبي عبيدة التثليث في الثلاثة. وكذا الأزهري (١٢)، والقالى (١٣) عن أبي عبيدة. وعلى هذا الفيروز ابادى (١٤).
ومما سبق يتضح أن جمع لغات اللفظ على التثليث: خروج من هذا التضارب الذى نشأ عن عدم النص بالعبارة على أفصح اللغات المسموعة عن العرب. ومن ثم تعارض نص الفيومي الذى صرح فيه بالكسر في سقط الولد، مع نص ابن قتيبة الذى صرح فيه بالضم في سقط الولد أيضًا.
والركبي بين هؤلاء متابع للجوهري، نقل نص عبارته، فجمع اللغات التى يعنيه جمعها في المقام الأول، ولم يبال بالترتيب.
ومما ذكر فيه أربع لغات:
قوله في الأضحية: وفيها أربع لغات: أضحية- بضم الهمزة؛ وإضحية- بكسر الهمزة، والجمع: أضاحى؛ وضحية، على فعيلة، والجمع: ضحايا؛ وأضحاة، والجمع أضحى، كما يقال: أرطاة وأرطى (٢١٦).
وقوله: التعريج على الشيىء: الإقامة عليه، وكذلك التعرج، تقول: ما لى عليه عَرْجَةٌ، ولا عِرْجة، ولا تعريج ولا تَعَرّج (١٧٩).
وقوله: في الفخذ أربع لغات: فَخِذٌ؛ وَفِخْذٌ؛ وَفِخِذِ. وَفَخْذٌ (٧٠).
_________
(٥) ديوان الأدب ١/ ١١٦.
(٦) السابق ١/ ١٥٥.
(٧) نفسه ١/ ١٨٧.
(٨) المحكم ٦/ ١٣٧.
(٩) في اللسان (سقط ٢٠٣٧).
(١٠) في المصباح (سقط).
(١١) المثلثات ٢/ ٤٠٣.
(١٢) تهذيب اللغة ١/ ٣٩٠.
(١٣) الأمالى ١/ ٦٦.
(١٤) الدرر المبثثة ١٣٠ والقاموس (سقط).
المقدمة / 36