الحادثة من الحوادث لا تشغل بالي قبل أن تقع، ولا يضيق بحملها صدري إذا وقعت.
لا ينفع الذكر قلبًا قاسيا أبدا ... وهل يلين لضرس الماضغ الحجر
إذا حاولت بكلامك إصلاح قلب قاس أضعت وقتك فالحجر لا يكسر تحت الضرس.
حرف الياء
يا أيّها الرجُلُ المعلّم غيره ... هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
أيها الرجل هلا علمت نفسك قبل أن تعلم الناس
يا أيّها اللاعب أين تذهب ... جدّ بكَ الأمرُ وأنت تلعبُ
أيها اللاعب، إن الأمر جد وأنت لا تزال تعبث وتلعب فاتنبه لنفسك.
يا أخا الخفض والدّعه ... نمْتَ والأرضُ مُسْبِعَهْ
أيها الإنسان السعيد أنت تنام وتغفل والأرض التي تنام فيها ملأى بالسباع والوحوش.
يأبى الفتى إلا اتباع الهوى ... ومنهج الحقّ له واضح
الإنسان يتبع هواه، ويترك طريق الحق والعقل.
يا رُبّ إحسانٍ يعودُ ذنبًا ... ورُبّ سلمٍ سيصير حربا
رب إحسان ينقلب إساءة عند اللئام، ورب سلم ينقلب حربًا عند من لا يرعى العهود.
يا رُبّ حلوٍ سيصير سُمّا ... وربّ حمدٍ سيصير ذما
رب حلو صار سمًا قاتلًا، ورب من حمدك اليوم، وهو يذمك غدا.
يا ربُ هَزلٍ كانَ منه الجدّ ... وربّ مزحٍ صار منه الحقدُ
رب هزل انقلب جدًا ورب مزح أورث حقدًا.
يا رُبما أورثت اللجاجة ... ما ليس للمرء إليه حاجه
اللجاجة والإلحاح عاقبتهما الندامة والذم.
يا رُبما نالَ الغنيّ رشدهُ ... وأخطأ السهمُ المصيبُ قصدهُ
ربما كان الغني عاقلًا وربما أخطا السهم هدفه.
يا زائري مِنْ بعد يأس رُبّما ... تمّ المنى من بعد إرجاء الرجا
لقد زرتني يا حبيبي بعد يأس من زيارتك وقد ينال الإنسان أمله بعد قطع الرجاء
يا عاقد العقد جهلًا ... هلا تذكرت حلا
يا عاقد (الحبل) اذكر حله
يا عجبا للاهي ... والدّهر ذو دواهي
أعجب لمن يلهو ويغفل عما في الدهر من تقلبات ومصائب.
يا عجبًا من يحب الدنيا ... وليس للدنيا عليه بقيا
أعجب ممن يحب الدنيا وليس لها بقاء
يا عجبا من نائم ينامُ ... وليس في الدنيا له مقامُ
أعجب ممن ينام وهو يعرف أنه مسافر إلى الموت
يا قومُ أذني لبعض الحيّ عاشقةٌ ... والأذنُ تعشق قبل العين أحيانا
أنا أعمى، ومع ذلك فقد سمعت صوت امرأة ناعمًا فأحببتها، وقد تعشق الأذن كما تعشق العين.
يا واثقًا بزمانه ... أخطر تصرفه ببالك
أيها الواثق من دهر تذكر أن الدهر ينقلب ويدور.
يبكي على الذاهب من ماله ... وإنما يبقى الذي يذهب
هذا الرجل يبكي على ماأنفق من ماله على الخير، والحق أن ما أنفقه على الخير هو الذي يخلد ذكره ويبقى له.
يبغي الحظوظ أناسٌ من ظبيً وقنًا ... وآخرون بغوها بالمشاريط
طلب الأرزاق مختلف فبعض الناس يطلبون الرزق والحظ بالحرب، والسيوف والرماح، وبعضهم يطلبونها بأدوات الحلاقة والصناعات.
يجني الغنى للئام لو عقلوا ... ما ليس يجني عليهمُ العدَمُ
إن الغنى يضر اللئام والأشرار أكثر مما يضرهم الفقر.
يحب الفتى طولَ البقاء وإنّه ... على ثقة أن البقاء فناء
كل إنسان يحب الخلود وهو يعرف أن بقاءه هو طريق الفناء.
يخفي صنائعه والله يظهرها ... إن الجميلَ إذا أخفيته ظهرا
الرجل الكريم يخفي عن الناس ما يفعله من خير ولكن فضله يظهر للناس، والجميل يعرفه من يراه، مهما أخفى نفسه.
يخيبُ الفتى من حيث يزرق غيره ... ويعطي الفتى من حيث يحرم صاحبه
الحياة على هذا الشكل: واحد يخيب سعيه وآخر يرزق وواحد محروم وآخر موهوب.
يُرادُ من القلب نسيانكم ... وتأبى الطباعُ على النّاقل
يريد الناس أن ينساكم قلبي، وقلبي لا ينسى حبه لكم.
يرى الجبناء أن الجبنَ حزم ... وتلك خديعة الطبع اللئيم
الجبان يرى الجبن حزمًا وعقلا، ويخدع بذلك نفسه.
يريدُ المرء أن يعطي مُناهُ ... ويأبى الله إلاّ ما أرادا
كل إنسان يريد أن يحقق آماله ولكن القدر لا يعطيه كل ما يريد.
يريدُ المعالي عاطلٌ من أداتها ... وهيهات من مقصوصةٍ طيرانُها
1 / 46