من البلاء لوم من لا ينفعه اللوم وخطاب من لا يفهم الكلام.
والذلُ يظهرُ في الذليل مودةً ... وأودُّ منه لمن يودُّ الأرقم
قد ترى الذليل فتظن أنه صديق، والأفعى أكثر صداقة لك منه.
ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومِنَ الصداقة ما يضرُّ ويؤلم
قد تنفعك العداوة وتضرك الصداقة
والغني في يد اللئيم قبيحٌ ... قدرَ قبحِ الكريم في الإملاقِ
الغني عند اللئيم قبيح مثل قبح الفقر عند الكريم
والناسُ ألفٌ منهمو كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إنْ أمر عنى
من الناس من يغني الواحد منهم في الحادثات غناء ألف، ومنهم ألف لا يغنون غناء واحد.
والناسُ مَن يلقَ خيرًا قائلون لهُ ... ما يشتهي ولأمّ المخطئ الهبلُ
الناس مولعون بالنفاق لمن يلقى النجاح وبذم من لقي الإخفاق.
والنفسُ راغبة إذا رغبتها ... وإذا تردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
النفس إذا أطمعتها زادت طمعا وإذا زجرتها وردعتها رضيت بالقناعة.
والهجرُ أقتلُ لي مما أراقبه ... أنا الغريق فما خوفي من البلل
هجر الحبيب أشد علي من الموت، وكيف أخاف أن تبتل ثيابي بالماء وأنا الغريق.
وإن أحسنَ بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يقالُ إذا أنشدته صدقا
أحسن الشعر أصدقه
وإنْ أنتَ في مجدٍ أصبتَ غنيمةً ... فعدْ للذي صادفت من ذلك وازدد
إذا أصبت المجد بعملك فازدد عملا تزدد مجدًا.
وإنّ الظلمَ من كُلّ قبيحٌ ... وأقبحُ ما يكون من النبيه
الظلم قبيح في كل الناس، وهو أكثر قبحًا في الذكي العاقل.
وإن امرأ دنياه أكبرُ هَمّه ... لمستمسكٌ منها بحبل غرورِ
إن من يهتم بالدنيا قبل كل شيء مغرور
وإنْ بابُ أمرٍ عليك التوى ... فشاور حكيمًا ولا تعصه
إذا لم تجد حلا لمشكلة فاستشر حكيمًا واتبع نصيحته.
وإن ناصحٌ منك يومًا نأى ... فلا تنأ عنه ولا تقصه
وإذا نأى عنك الناصحون فاطلب قربهم ومودتهم
وإن كان ذنبي كلّ ذنب فإنهُ ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
مهما كان ذنبي عظيمًا فإن توبتي تمحو إساءتي
وأنتَ أخي ما لم تكنْ لي حاجةٌ ... فإن عرضت أيقنت أن لا أخًا ليا
أنت أخي ما دمت مستغنيًا عنك فإن احتجت إليك لم أجدك أخا.
وإنما الحقدُ كمثل النار ... كامنةٌ في باطنِ الأشجار
الحقد يكمن في القلب كما تكمن النار في الحطب.
وإنما السلطانُ بالأصحاب ... كالبحر بالأمواج والعباب
الملك بأصحابه كالبحر بأمواجه وسعته
وإنما المرءُ بأصغريه ... كلُّ امرئٍ رهن بما لديه
المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، ولكل امرئ ما عمل.
وإنما يبلغُ الإنسانُ طاقته ... ما كلّ ماشيةٍ بالرحلِ شملالُ
كل إنسان له طاقة، والطاقات تختلف، وليست النوق متساوية في السرعة.
وإنه المشير عليك فيّ بضلّةٍ ... والحرُّ مُمتحنٌ بأولادِ الزّنا
إن أشار عليك خبيث بهجري فلا تطعه، فالأحرار يبتسلون باللؤماء والخبثاء.
وإني امرؤ عوّدتُ نفسي عادةً ... وكُلّ امرئٍ جار على ما تعودا
لقد ألفتُ عادة الكرام ولكل امرئ ما تعود.
وأولُ عجزِ القوم فيما ينوبهم ... تدافعهم عنه وطولُ التواكل
أول العجز في الشعب عن تحقيق أهدافه هربهم من العمل والتقاعس عن أداء الواجب.
وبعضُ الداء ملتمس شفاه ... وداء النوك ليس له شفاء
لكل داء دواء إلا الحماقة
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفةٌ ... إن المعارف في أهل النّهى ذمم
نحن نعرف بعضنا بعضًا، والمعرفة بين الناس كالعهود والمواثيق.
وترى الناس كثيرًا فإذا ... عُدَّ أهل الفضل قلّوا في العدد
الناس كثيرون في العدد وقليلون إذا عد الأفاضل منهم.
وجدتْ أقل الناس عقلًا إذا انتشى ... أشفهمو عقلًا إذا كان صاحيًا
أقل الناس عقلًا إذا سكر أكثرهم عقلا إذا صحا
وجدتُ الرفقَ أبلغَ في السّموّ ... ولم أرَ كالتواضعِ في العُلوّ
الرجل السامي هو الدمث الأخلاق والرجل العالي هو المتواضع.
وجدتُ الفتى يرمي سواه بدائه ... ويشكو إليك الظلم وهو ظلوم
بعض الناس يتهمون الناس بما هو فيهم ويشكون إليك أنهم مظلومون وهم ظالمون.
1 / 38