216

Nazm Durar

نظم الدرر في تناسب الآيات والسور

Editorial

دار الكتاب الإسلامي

Ubicación del editor

القاهرة

على آيات ربوبيته وحيًا أوحاه الله منه إليه، ثم عطف على ذلك إعلامًا لابتداء المفاوضة في خلق آدم عطفًا على ذلك الذي يعطيه إفهام هذا الإفصاح، فلذلك قال تعالى ﴿وإذ﴾ فإن الواو حرف يجمع ما بعده مع شيء قبله إفصاحًا في اللفظ أو إفهامًا في المعنى، وإنما يقع ذلك لمن يعلو خطابه ولا يرتاب في إبلاغه.
وإذ اسم مبهم لما مضى من الأمر والوقت، ﴿قال﴾ من القول وهو إبداء صور الكلم نظمًا بمنزلة ائتلاف الصور المحسوسة جمعًا، فالقول مشهود القلب بواسطة الأذن، كما أن المحسوس مشهود القلب بواسطة العين وغيره.
ثم قال: لما أنبأ الله ﷿ نبيه ﷺ بما في الذكر من التقدير الذي هو خبء الشرعة ونظم به ما أنزل من دعوة الخلق إلى حكمه فانتظم ذلك رتبتي أمر نظم تعالى بذلك إنزال ذكر خلق معطوفًا على ذكر خلق أعلى رتبة منه، نسبته منه كنسبة الدعوة من خبئها، فذكر خلق آدم ظاهر خبء ما عطف عليه وهو والله أعلم ذكر خلق محمد ﷺ الذي هو خبء خلق آدم، فكأنه تعالى أعلم نبيه ﷺ بأمر خلقه له بدء وحي سر ثم أعلن بما عطف عليه

1 / 232