لمصباح ابن مالك في المعاني والبيان ما يصلح أن يكون متنًا وجملة وما تقدم شرحًا له وتفصيلًا قال: الجهة المعجزة في القرآن تعرف بالتفكر في علم البيان وهو كما اختاره جماعة في تعريفه ما يحترز به عن الخطأ في تأدية المعنى وعن تعقيده، وتعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه لمقتضى الحال، لأن جهة إعجازه ليست مفردات ألفاظه وإلا لكانت قبل نزوله معجزة، ولا مجرد تأليفها وإلا لكان كل تأليف معجزًا، ولا إعرابها وإلا لكان كل كلام معرب معجزًا، ولا مجرد أسلوبه وإلا لكان الابتداء بأسلوب الشعر معجزًا - والأسلوب الطريق - ولكان هذيان مسيلمة معجزًا، ولأن الإعجاز يوجد دونه أي الأسلوب في نحو ﴿فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا﴾ [يوسف: ٨٠] ﴿فاصدع بما تؤمر﴾ [الحجر: ٩٤] ولا بالصرف عن معارضته، لأن تعجبهم كان من فصاحته، ولأن مسيلمة وابن المقفّع والمعري وغيرهم قد تعاطوها فلم يأتوا إلا بما تمجه الأسماع