نيل الابتهاج بتطريز الديباج
تأليف
أحمد بابا التنبكتي (٩٦٣ هـ - ١٠٣٦ هـ)
عناية وتقديم
الدكتور عبد الحميد عبد الله الهرامة
Página desconocida
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
الطبعة الثانية
٢٠٠٠ إفرنجي
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى
دار الكتاب هاتف: ٦/ ٤/ ٤٨٠٦٥٦٣، فاكس: ٤٨٠٦٤٨٣
ص ب: ٨٤٥٥٧ البريد المركزي - طرابلس
1 / 2
نيل الابتهاج بتطريز الديباج
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة الطبعة الثانية
تكتسي هذه الطبعة من نيل الابتهاج طابع الاستعجال لأنها جاءت استجابة لطلب محدد الوقت من إخوة أفاضل في جمهورية مالي الشقيقة، وهم يرون في هذا الكتاب مصدرا من مصادر تاريخهم الثقافي والاجتماعي المهمة، وهو كذلك فعلا، لهم ولجميع المتساكنين على جانبي الصحراء الكبرى.
وعلى الرغم من ذلك الاستعجال فإن هذه النشرة قد صححت كثيرًا من الأخطاء التي وجدت في النشرة الأولى، بل في غيرها من الطبعات السابقة، فقد أدت طباعة النص سابقًا اعتمادًا على أصل وحيد، وخروج النص في بلد آخر دون مراجعة وتصحيح المشرف، إلى وقوع أخطاء في أسماء الأعلام، والنصوص الشعرية على وجه الخصوص، وكان ذلك سببًا في ظهور تلك النشرة خِلْوًا من فهارس القوافي والألقاب، وهي مفتاح مهم لمادة الكتاب تيسرت إضافته في هذه الطبعة، بحمد اللَّه.
ولقد عوضنا عن عدم توفر نسخ المخطوط بالرجوع التي ست نسخ من كتاب "كفاية المحتاج" وهو مختصر "نيل الابتهاج" تم جلبها من: مالي، والنيجر والمغرب، بالإضافة التي نسختين من ليبيا، ونسخة من "نيل الابتهاج" نفسه، ونسخة من "وجه الابتهاج" الذي كان يُظَنُّ بأنه نسخة أخرى من "نيل الابتهاج"، وهو يحتوي على اضافات واختصارات تجعله أشبه ما يكون بكتاب
1 / 5
آخر لولا الاشتراك الكبير بين الكتابين، واعتماد ثانيهما في كتابته على الأول، شأن اعتماد الكفاية على النيل.
وقد أشرت إلى هذه المصادر في التصحيحات العجلي التي أجريتها على هذه الطبعة، برموز أثبتها فيما بعد، دون أن أسمي ما قمت به تحقيقا علميا، لأن ذلك يستدعي وجود المتوفر من نسخ المخطوط وهو ما لم يتيسر لي في هذه النشرة.
الرموز المستخدمة:
نيل الابتهاج - نسخة الخزانة الحسنية رقم ٢١٩٣. . . . . . . ح
وجه الابتهاج - بتذييل الديباج. . . . . . .
وكفاية المحتاج - نسخة مركز جهاد الليبيين: ١١٩٤. . . . . أ
كفاية المحتاج - نسخة أخرى في المركز برقم ١١٩٥. . . . . ب
كفاية المحتاج - نسخة معهد البحوث بالنيجر. . . . . هـ
كفاية المحتاج - نسخة الخزانة الكتانية بالخزانة العامة بالمغرب. . . . . ج
كفاية المحتاج - نسخة الخزانة الملكية بالمغرب. . . . . د
كفاية المحتاج - نسخة مركز أحمد بابا التنبكتي بمالي. . . . . ز
وأنتهز هذه الفرصة لشكر الذين أسهموا في التعجيل بإصدار هذه الطبعة، وأخص منهم بالذكر (دار الكتاب) التي تفضل صاحبها الصديق الدكتور عارف على النايض بتحمل تكاليف النشر، راجيًا له ولداره الفتية كلَّ التوفيق في إصدار الكتب النفيسة خدمة للعلم والتراث الإسلامي والحاضر الثقافي.
واللَّه ولي التوفيق
عبد الحميد عبد اللَّه الهرَّامة
طرابلس: في ٣/ ٣ / ١٩٩٣
1 / 6
شكر وتقدير
أذكر بالشكر والعرفان كلَّ الذين أسدوا لهذا العمل أياديَ كريمةً عجلت في إخراجه في طبعته الأولى. وليسمحوا لي أن أخص بالذكر منهم الأخ الأستاذ المهندس:
الصديق بشير نصر
الذي أدين له بالفضل لمعاناته في المراجعة، ولما أسداه من ملاحظات قيمة وآراء صائبة.
فجزاهم اللَّه جميعًا خير الجزاء على حسن تعاونهم وكريم فضلهم.
1 / 7
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة الطبعة الأولى
الحمد للَّه المتفضل على عباده بالتوفيق، الميسر لهم سبل التقدم بنور العلم وهدي المعرفة. . .
أما بعد. . .
فلا تخفى أهمية كتب التراجم في كونها تسجيلًا لحياة الأفراد الممتازين على اختلاف ميادين بروزهم، ودرجات تفوقهم، حين تعتبر كتب التاريخ العام تسجيلًا لأطوار الدول، وحياة الملوك. ولذا فلن تجد في الثانية ما تجده في الأولى من اهتمام بحياة الشعوب في تفاصيلها الدقيقة، وجوانبها المتنوعة، كبيان معارفهم، ووصف عاداتهم ومعتقداتهم، وربما خرافاتهم أيضًا.
وهي مع ذلك لا تهمل الأحداث التاريخية في عصر المترجم لهم وان أوردتها في إشارات عجلى وإيماءات سريعة، قد تكون غاية في الأهمية للمؤرخ العام.
وكتاب "نيل الابتهاج" مما يصدق عليه اعتباره ضمن كتب التراجم، لأنه يترجم فعلًا لفئة من الناس تجمعها صفة الاهتمام بالدراسات الدينية والعربية، وتتميز تراجمه بدقة الوصف وامتاعه، مع قدرة فائقة على إيراد التفاصيل تتمثل بخاصة في تراجم من عاصرهم المؤلف وأطال عشرتهم.
1 / 9
والكتاب مع ذلك لرجل من افريقيا الغربية، أسهم بقسط وفير في ربط وشائج بلاده مع الأقطار الإسلامية بصفة عامة والبلاد الافريقية الشمالية على وجه الخصوص، وقد وجد فيه طلاب كلية الدعوة الإسلامية -وأغلبهم من افريقيا- عددًا من الأمور العلمية، ومستغلقات المسائل التي يواجهها الباحث حين مباشرته لتحقيق المخطوطات، أو عند كتابته للبحوث العلمية الأخرى، ولقوا نصيبًا مما يلاقيه ذلك الباحث من العناء، وجرّبوا بعض ما يجرب من الحلول.
ولما كان هذا الكتاب ذا أهمية بالغة في بابه لتعلقه بتاريخنا الثقافي والاجتماعي، ونظرًا لنفاد طبعاته القديمة غير المحققة رأت كلية الدعوة الإسلامية أن تقدمه إلى الباحثين، وأن تطلعهم من خلاله على جانب من جهود طلابها في دراساتهم التطبيقية، شعورًا منها بأهمية هذا الجانب، في إكمال الغاية من العملية التعليمية.
وإذا كان هذا الوقف يدعو إلى الشكر فإن هذه الكلية جديرة به، يشاركهِا في الفضل أولئك الطلاب الذين عكفوا على العناية بهذا الكتاب شهورًا طويلة، ترجموا خلالها لأعلامه كلها، وخرّجوا كثيرًا من نصوصه، وعرفوا ببلدانه.
غير أن العمل بتلك الصورة -مع دلالته على الجهود المبذولة وفائدته في الدراسة التطبيقية- كان عبئًا في مرحلة الراجعة ومرحلة الطباعة ولذا رأينا عدم إثقال النص الأصلي بالتعليقات والشروح والتعريفات الإضافية، والاكتفاء بالإشارة إلى بعض المصادر لزيد التعريف بالمترجم لهم دون غيرهم، آملين أن يستكمل تحقيق الكتاب، وتستوفى العناية به في فرصة أخرى إن شاء اللَّه.
وقد يقرأ الكتاب من يرى في بعض صفحاته ما يخالف وجهة نظره، وبخاصة عند تراجم المتصوفة، فيسيء إلى قيمة الكتاب غير عابيء بما تضمنه من معارف نفيسة، وأخبار نادرة، اختص بها دون غيره من المصادر، ولذا
1 / 10
فالكتاب مقدّم لمن يعرف قيمته في صورته الإجمالية، وينصف كاتبه باعتباره أحد البارزين في هذا الميدان. وهو فوق ذلك جانب من تاريخنا الثقافي بأضوائه وظلاله، نقدمه للدارسين من أجل بحث النسيج الكون لثقافتنا العامة بمفهومها الواسع، من عادات وتقاليد وآداب وقيم، ومعتقدات.
ولا يخفى ما في الكتاب من شطحات صوفية مخالفة لمنطق العقل وظاهر الشريعة، ومبالغات أخرى ليس من بقائها بدٌ لأنها من محتويات النص الأصلي، ولم نر ضرورة للتعليق عليها منفردة في مواضعها، فأثبتنا هنا إشارة عامة، يدركها عند المطالعة القارئ العابر، بله الناقد الحصيف.
ومما قد يؤخذ على المؤلف، ولا يمكن تتبعه داخل الكتاب تصرفه في الاقتباسات تصرفًا ظاهرًا ينحو فيه غالبًا منحى الاختصار، وقد يهدف إلى تغيير الأسلوب أو تصويب العبارة، ويكون في النادر مخلًا بالمعنى مسيئًا إلى الخبر المنقول.
على أن الكتاب ذو أهمية قصوى في نواح بعينها من اهتمامات الباحثين العاصرين، فهو جدير بمراجعة المهتمين بطرق التدريس وتطورها والمعتنين بالتاريخ العام شمال وغرب افريقيا الأندلس والراصدين لطبيعة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في هذه المناطق.
هذا، فضلًا عن عنايته بالحياة العقلية في فترات مجهولة من تاريخنا، وتركيزه على ما اعتراها من تأثيرات علمية أو صوفية أو أدبية، وما انتابها من هزات بفعل الانقلاب الحضاري الكبير الذي حل بها بعد القرن الثامن الهجري.
نرجو أن يجد فيه كل هؤلاء المهتمن غايتهم واللَّه المستعان على الكمال.
1 / 11
تعريف بالمؤلف *
- هو أبو العباس أحمد بابا بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد بن أقيت بن عمر بن علي بن يحيى بن كدالة بن مكي بن نيق بن لف بن يحيى بن تشت بن تنفر بن حيراي بن النجر بن أبي بكر بن عمر الصنهاجي الماسني السوداني التكروري التنكبتي (١).
ولد ونشأ في تنبكتو عام ٩٦٣ هـ (١٥٥٦ م) في اسرة من بني أقيت المسوفيين المعروفين بانتسابهم إلى العلم، وحظوة أغلبهم بمكانة اجتماعية عالية
_________
(*) للمزيد من المعلومات حول التنبكتي انظر: نشر المثاني للقادري ١/ ٢٧١. روضة الآس للمقري ٣٠٣. خلاصة الأثر للمحبي ١/ ١٧٠. صفوة من انتشر للافراني ٥٢. نزهة الحادي له ٩٧. الاستقصا للسلاوي ٥/ ١٢٩. تاريخ السودان للسعدي ٢٤٢ - ٢١٨ - ٣٥ - ١. الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام ٢/ ٣٠٢. التقاط الدرر ١١ و١٢. شجرة النور الزكية، لمخلوف ٢٩٨. كفاية المحتاج للمؤلف. المؤرخون الشرفاء. بروفنسال ١٧٦. فهرس الخزانة الملكية بالرباط. قسم التاريخ. عنان ٣٥٦. فهرس الفهارس للكتاني ١/ ١٧٦. بروكلمان ج ٢/ ٦١٨ قسم ٢/ ٧١٥ دائرة المعارف الإسلامية الطبعة الأولى بقلم محمد شنب والثانية بقلم ليفي بروفنسال. الإجازة لمحمد شنب ٩٤. الأعلام للزركلي. محجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ١/ ١٤٥. رسالة علمية بعنوان: أحمد بابا التنبكتي ١٥٥٦/ ١٦٢٧ حياته وأعماله لمحمد الزبير باريس. المجلة التاريخية المغربية عدد ٣٤ - ٣٣ تونس ١٩٨٤. مجلة أرابك ٢/ ١٩٥٥ ص ٨٩ و٩٦.
(١) ثمة إختلاف أو تصحيف في عدد من أسماء هذا النسب بين ما أورده القادري في نشر المثاني وبين ما أورده المحبي في خلاصة الأثر. وانظر الصفحة الأخيرة من الكتاب.
1 / 13
بين سكان الإقليم لاشتغالهم بالقضاء والتعليم واعتبارهم من أهل الفتيا والشورى والوجاهة (١).
تلقى التنبكتي تعليمه في البيئة السودانية التكرورية على يد والده (٢) الذي أخذ عنه الحديث سماعًا، والمنطق وكان مما درس عليه الصحيحان وكتاب الشفاء للقاضي عياض وغيرها. وأخذ النحو عن عمه أبي بكر بن أقيت (٣) وقرأ على القاضي العاقب بن الشيخ أبي الثناء محمود بن عمر (٤) وأجازه، كما أجازه من مكة الشيخ يحيى بن محمد الحطاب (٥) وأجازه الشيخ محمد بن محمد المعروف بمحمد خادم الغلاني (٦) على أن أبرز أساتذته وأكثرهم تأثيرًا في حياته شيخه محمد بغيغ (٧) الذى لازمه سنتين قرأ عليه فيهما علوم التفسير والحديث والفقه والأصول والعربية والبيان والتصوف والتنجيم والمنطق والعروض وغيره من كتب تعد أمهات في بابها يزيد عددها عن أربعة وعشرين كتابًا ذكرها مفصلة ضمن ترجمته الواردة في كتابه كفاية المحتاج (٨) وفيها وصف بطبيعة دراسته على شيخه كقوله: "فقرأت عليه بلفظي. . . قراءة بحث وتحقيق وتحرير". وقوله: "وختمت عليه الموطأ قراعة تفهم". وقوله: "سمعت بقراءته هو. . . وبقراءة
_________
(١) نشر المثاني ١/ ٢٧٤، السلاوي ٥/ ١٢٩.
(٢) عالم مؤلف له تشخيصيات العشرينيات الفزازية لابن مهيب، وشرح منظومة المغيلي في المنطق، وحاشية علي القتائي في الفقه، وشرح جمل الخونجي وصغرى السنوسي والقرطبية. ولد سنة ٩٢٩ وتوفي سنة ٩٩٠ هـ (شجرة النور الزكية ص ٢٨٦ وألف سنة من الوفيات ٣١٨).
(٣) انظر شجرة النور الزكية ٢٨٦.
(٤) المصدر نفسه والصفحة ذاتها وفيه إشارة إلى أخذه عن التاجوري وعبد السلام الأسمر، وانظر روضة الآس ٣١١.
(٥) انظر نيل الابتهاج وألف سنة من الوفيات ٣٢١ وأعلام ليبيا ٤٣٥ وشجرة النور الزكية ٢٧٩.
(٦) انظر روضة الآس ٣١١.
(٧) محمد بن محمود بن أبي بكر الونكري التنبكتي المعروف ببغيع بباء مفتوحة فغين معجمة ساكنة فياء مضمومة فعين مهملة مضمومة، ولد سنة ٩٣٠ هـ وتوفي سنة ١٠٠٢ هـ أثنى عليه التنبكتي في الكفاية م م الرباط رقم ٦٨١ وعنه نقل صاحب الأعلام ٢/ ٣٠٣ وانظر ما كتب عنه في الفكر الإسلامي ٤/ ١٠٥ ونيل الابتهاج ٣٤٢ وحاشية ص ٣٠٥ من روضة الآس.
(٨) وانظر نصها في الأعلام بمن حل بمراكشى من الأعلام ٢/ ٣٠٢ وفي نيل الابتهاج وفيه إشارة إلى أنه كان مع بني أقيت حين حاصرهم جنود السلطان الذهبي وأنه نجا بفضل اللَّه فكان ذلك آخر عهد المؤلف به.
1 / 14
غيري. . ." وذكر أنه باحثه في المشكلات وراجعه في المهمات ثم قال: "وبالجملة فهو شيخي وأستاذي ما انتفعت بأحد انتفاعي به وبكتبه".
محنه:
عاش التنبكتي حتى أواخر العقد الثالث من عمره في أسرة تتمتع بالرئاسة والجاه، ثم حلّت به محن شداد (١) طبعت حياته الباقية بطابع الحزن كما يبدو من قراءة سيرته ومؤلفاته.
ففي السابعة والعشرين من عمره فقد والده وهو أستاذه الأول، وفي التاسعة والثلاثين حاصر القائد المغربي محمد بن زرقون عشيرته بني أقيت فيما يسميه المؤلف بالكائنة العظمى (٢) لما لحقهم فيها من التنكيل والعذاب إذ سيقوا موثقين بالقيود إلى مراكش، حيث أودعوا السجن من أول رمضان عام ١٠٠٢ حتى يوم الأحد الحادي عشر من رمضان سنة ١٠٠٤ هـ وفي الطريق إليها سقط الشيخ عن ظهر الجمل فكسرت ساقه، وفقد في هذه المحنة ستمائة وألف مجلد من كتبه (٣) وفي ذروة هذه المحن أصيبت عشيرته بوباء الطاعون فمات معظم أفرادها فيما يروي المؤرخون (٤) وفي هذه الفترة العصيبة فقد من أقاربه الأدنين ابنه محمدًا (٥) وعمه عبد اللَّه بن محمود بن أقيت (٦).
إن هذه المحن تفسر ضيق أحمد بابا بمراكش حتى قال عند مغادرتها: "لا ردّني اللَّه إلى هذا المعاد، ولا رجعني إلى هذه البلاد" (٧). وهو ما يؤكد أن
_________
(١) نشر المثاني ١/ ٢٧٤ وفيه أنه امتحن امتحانًا عظيمًا على عادة أمثاله وخلاصة الأثر للمحبي ج ١ ص ١٧١.
(٢) الأعلام بمن حلّ بمراكش وأغمات من الأعلام ٢/ ٣٠٣، وانظر نيل الابتهاج ص ١١٤.
(٣) انظر ترجمة المؤلف لنفسه في كفاية المحتاج والاستقصا ٥/ ١٢٩، ١٣٠، نقلًا عن بذل المناصحة لأحمد السوسي تلميذ التنبكتي، ونشر المعاني ١/ ٢٧٤ وشجرة النور الزكية ص ٢٩٩ ودائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الأولى نقلًا عن كتاب السير وغيره.
(٤) روضة الآس ص ٣١٤ والسلاوي ٥/ ١٣١.
(٥) روضة الآس ص ٣١٤.
(٦) ألف سنة من الوفيات ص ٣٢٩ ونيل الابتهاج ص ١٦١ وقد أشار التنبكتي التي من فقدهم في بعض أسفاره. انظر نزهة الحادي ص ٩٨.
(٧) السلاوي ٥/ ١٣١ والأعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام ٢/ ٣٠٧ ونزهة الحادي ص ٩٨.
1 / 15
إقامته في مراكش بعد إطلاق سراحه ما كانت باختياره كما جاء في رواية ابن شنب وبروفنسال بدائرة المعارف الإسلامية في طبعتها الأولى والثانية (١) بل كانت إقامة قسرية كما قال السلاوي فيما نصه: "ولم يزل بمراكش إلى أن مات المنصور، لأنه ما سرحهم حتى شرط عليهم السكنى بمراكش، ولما توفي أذن ابنه زيدان لآل أقيت في الرجوع إلى بلادهم (٢) ".
وعلى الرغم من شدة المحن التي ابتلي بها الكاتب في هذه السنوات المراكشية كانت تلك من أغنى فترات حياته عطاء وشهرة. ففيها ختم بعض كتبه سنة ١٠٠٤ هـ (٣) وأكمل أشهرها وهو "نيل الابتهاج" سنة ١٠٠٥ هـ (٤)، واختصره في "كفاية المحتاج" الذي تعود إحدى نسخه الكاملة إلى صفر من سنة ١٠١٢ هـ (٥) هذا فضلًا عن جلوسه للتدريس بعد خروجه من السجن وازدحام الطلاب من حوله ودوران الفتيا عليه لفظًا وكتابة، بحيث لا تتوجه غالبًا إلا إليه (٦) وأشار في "النيل" إلى أن اللَّه قد جبر عليه فعادت له بعض كتبه بعد دخوله لمراكش (٧).
عودته ووفاته:
عاد التنبكتي إلى بلاده اثر وفاة السلطان المنصور الذهبي وبعد أن أذن ابنه التولي بعده في رحيل آل أقيت عن مراكش وقد حدد موعد عودتهم في دائرة المعارف الإسلامية بسنة ١٠١٤ هـ. وفي كتاب الأعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام ما يؤكد هذا التحديد (٨) غير أن الأحداث التاريخية تشير
_________
(١) انظر الطبعة المترجمة الجامعة للروايتين ٢/ ٢٩٠ ط دار الشعب.
(٢) الاستقصا ٥/ ١٣٠ وأنظر نزهة الحادي ص ٩٧.
(٣) نشر المثاني ١/ ٢٧٥ وفهرس مخطوطات الخزانة العامة بالرباط ٢/ ١٩٣.
(٤) فهرس الخزانة الملكية المغربية، قسم التاريخ ٣٥٦.
(٥) فهرس الخزانة الملكية المغربية، المجلد الأول ٢٥٦.
(٦) خلاصة الأثر ١/ ١٧٢ وكفاية المحتاج للمؤلف.
(٧) النيل ١١٤.
(٨) الأعلام ٢/ ٣٠٦.
1 / 16
إلى أن سيطرة زيدان بن المنصور على مراكش لم تتم حتى سنة ١٠١٥ هـ، حيث دخلها في أواخر هذه السنة (١) فليتأمل.
وفي تنبكتو قضى المؤلف العشرين سنة الأخيرة من حياته في التعليم حيث انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الخميس السادس من شعبان سنة ١٠٣٦ هـ/ ١٦٢٧ م (٢). وفي رواية أخرى أن وفاته كانت سنة ١٠٣٢ هـ (٣).
بيئته الثقافية:
شهد عصر التنبكتي في بيئته التكرورية والمغربية اهتمامًا خاصًّا بالعلوم الشرعية، وعناية بالغة بجمع الكتب، ففي تنبكتو مكان ميلاد أحمد بابا وموطن تعليمه نجد إقبالًا عظيمًا على جمع المخطوطات، يفهم من قوله في كفاية المحتاج: "وأنا أقل عشيرتي كتبًا نهب لي ألف وستمائة مجلد" (٤).
ومهما يكن في قوله من مبالغة أو مطابقة فإن في وصف افريقيا للوزان المتوفى سنة ٩٥٧ هـ ما يؤازره، حيث جاء فيه عن تنبكتو ما نصه: "إن المخطوطات الكثيرة من بلاد (المغاربة) كانت تباع وتدر على أصحابها أرباحًا تفوق أرباح سائر البضائع (٥) فإذا عرفنا أن عشيرة المؤلف من وجوه البلاد وعلمائها وقضاتها ترجح صدق ما ذكره المؤلف عن كثرة كتبهم. قال السلاوي: "وتوارثوا رئاسة العلم مدة طويلة تقرب من مائتي سنة وكانوا من أهل اليسار والسؤدد والدين" (٦). فالمظنون إذن أن تكون أنفس وأغلب الكتب
_________
(١) الاستقصا ٦/ ٨.
(٢) صفوة من انتشر ٥٢ والأعلام بمن حل بمراكش ٢/ ٣٠٦. ونشر المثاني ١/ ١٥١ ودائرة المعارف الإسلامية ط ١.
(٣) خلاصة الأثر ١/ ١٧٢، وشجرة النور الزكية ١٩٩.
(٤) وانظر النص في بذل المناصحة والاستقصا ٥/ ١٣٠ وشجرة النور الزكية ٢٩٩ ونشر المثاني ج ١ ص ٢٧٤.
(٥) وصف افريقيا ص ١٦٧.
(٦) الاستقصا ج ٥ ص ١٢٩.
1 / 17
التي أشار إليها الوزان المتوفى قبل ولادة المترجم له بست سنوات، قد استقرت في خزائنهم.
وفي البيئة المغربية صادفت وجود الرجل هناك فترة مزدهرة من حياة الدولة السعدية، إذ تزامن وجوده مع عصر المنصور الذهبي ٩٨٦ هـ - ١٠١٢ هـ وهو العصر الذي حظي من المنصور بدعم خاص للجهود العلمية، وتنافس العلماء أثناءه في التأليف، حتى ألفت برسم خزانته مئات الكتب وألفت عن حياته كتب منها: "المنتقى المقصور" لابن القاضي، و"المدود والمقصور" لابن عيسى، و"مناهل الصفا" للفشتالي (١).
وقد جاء التنبكتي إلى هذه البيئة وعمره يناهز الأربعين سنة فأسهم فيها بالتأليف والتعليم والإفتاء كما تقدم، وكان أستاذًا لجماعة من علمائها المشاهير من أمثال ابن القاضي صاحب "جذوة الاقتباس" (٢) ومحمد بن يعقوب صاحب فهرسة أشاد فيها بفهم التنبكتي وحسن تصنيفه (٣)، وأحمد المقري صاحب روضة الآس (٤) والقاضي أبو النعيم الغساني والمفتي الشيخ الرجراجي وغيرهم وهم كثر.
مؤلفاته:
أكثر التنبكتي من التأليف حتى قال تلميذه محمد بن يعقوب: "كان أخونا أحمد بابا. . . مطبوعًا على التأليف" (٥) وكانت مؤلفاته موزعة بين الفقه والتراجم
_________
(١) انظر مقدمة روضة الآس، والنبوغ المغربي لعبد اللَّه كنون ج ١ ص ٢٤٩ - ٢٧٦.
(٢) ذكره التنبكتي ضمن من أخذ عنه في كتابه كفاية المحتاج وانظر نص ذلك في خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧٢.
(٣) خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧١.
(٤) انظر روضة الآس ٣٠٣.
(٥) خلاصة الأثر ج ١ ص ١٧١ وانظر أسماء مؤلفاته من المصدر نفسه وفي إيضاح المكون للبغدادي في مواضع متفرقة وفهارس دار الكتب المصرية والخزانة العامة والملكية بالرباط والتيمورية ٣/ ١٠، ٢/ ٢٧٣، ٣٦٥ ودائرة المعارف الإسلامية ورسالة محمد الزبير "أحمد بابا حياته وأعماله وشجرة النور الزكية" ص ٢٩٨.
1 / 18
"والنحو والحديث والتصوف وغيرها، في كتب ورسائل تزيد عن الأربعين حتى مستهل صفر عام ١٠١٢ هـ على ما أورده التنبكتي نفسه في كفاية المحتاج. ومن هذه المؤلفات:
١ - المقصد في الشرح على مختصر خليل.
٢ - حاشية منن الجليل على مهمات تحرير الشيخ خليل.
٣ - نيل الابتهاج بتطريز الديباج.
٤ - كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج.
٥ - النكت الوفية بشرح الألفية.
٦ - التحديث والتأنيس في الاحتجاج بابن ادريس.
٧ - اختصار شرح المقدمة الصغرى.
٨ - تنبيه الواقف على تحرير نية الحالف.
٩ - جلب النعمة ودفع النقمة بمجانبة الظلمة أولي الظلمة.
١٠ - ترتيب جامع المعيار للونشريسي.
١١ - نيل الأمل في تفضيل النية على العمل.
١٢ - اللآلي السندسية، مختصر عن المواهب القدسية لمحمد الملالي.
١٣ - غاية الأمل في تفضيل النية على العمل (٢).
١٤ - غاية الإجادة في مساواة الفاعل للمبتدأ في شرط الإفادة.
١٥ - تعليق على مواضع من خليل ومواضع من ابن الحاجب.
١٦ - مسائل متضمنة فنونًا في صورة أسئلة.
١٧ - فتح المحيي في مسألة حي.
١٨ - المسك الأنم إلى معرفة هلم.
١٩ - منور الحالك في شرح بيتي ابن مالك.
٢٠ - المطلب والمأرب في أعظم أسماء الرب.
٢١ - جزء في تكفير الكبائر بالأعمال الصالحة.
_________
(١) منه نسختان في الخزانة العامة بالرباط (انظر فهرسها ٢/ ١٩٢).
(٢) هو غير الكتاب الوارد في الترتيب الحادي عشر من هذه القائمة.
1 / 19
٢٢ - نشر العبر.
٢٣ - خمائل الزهر.
٢٤ - الدر النضر، وهذه الكتب الثلاثة ذات الأرقام (٢٢ - ٢٣ - ٢٤) في الصلاة على النبي ﷺ.
٢٥ - رسائل نثرية مودعة في المكتبة الجزائرية.
٢٦ - فوائد النكاح على مختصر كتاب الوشاح للسيوطي.
٢٧ - معراج الصعود، أشار إليه السلاوي في الاستقصا (١).
٢٨ - استطراد الظرفاء، ذكره مؤلف "بذل الناصحة" وأشار إلى أنه أخفاه إلى أن سافر إلى بلده (٢).
٢٩ - تحفة الفضلاء ببعض فضائل العلماء، منه نسخة في الخزانة العامة بالرباط، وثلاث نسخ في الخزانة الملكية (٣).
٣٠ - مرآة التعريف بفضل العلم الشريف (٤).
_________
(١) الاستقصا في أخبار المقرب الأقصى ٥/ ١٣٣.
(٢) نشر المثاني ١/ ٢٧٤.
(٣) انظر فهرس مخطوطات القسم الخاص بالتاريخ والرحلات بأرقام /٢٢٦١/ و/٥٥٣٤/ و/ ٦٣٠٨/.
(٤) مركز أحمد بابا السوداني بتنبكتو رقم ٢٢٩.
1 / 20
تعريف بالكتاب
سمي هذا الكتاب بأسماء مختلفة حسب ورودها في عناوين النسخ الباقية منه حتى الآن، ففي إحداها كان عنوانه "نيل الابتهاج في التذييل على الديباج" وفي نسخة ثانية "وجه الابتهاج في الذيل على الديباج" (*) وفي الثالثة "نيل الابتهاج بتطريز الديباج". ويقع الكتاب في عدد من الصفحات يختلف باختلاف النسخ المخطوطة التي تتراوح ما بين ٩٠ و٢٨٦ ورقة، ويشير الناسخ في خاتمة بعضها إلى تمام كتابها بدرب عبيد اللَّه من مدينة مراكش في ١٧ من جمادى الأولى سنة ١٠٠٥ هـ (١).
وقد وضع كتاب "نيل الابتهاج" ليكون ذيلا على كتاب "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب". لابن فرحون المدني المتوفى سنة ٧٩٩ هـ. وبذلك كان مشاركًا له في موضوعه، موفيًا ما نقص من مادته ومضيفًا عليه من جاء بعده من أعيان الفقهاء حتى عصر المؤلف.
أما سبب تأليفه فيوضحه أحمد بابا بقوله: "لما كان علم التاريخ ومعرفة
_________
(*) اطَّلعت على هذه النسخة وفيها تغيير وإضافات عما في النيل، وقد أفدت منها في تقويم بعض النصوص في هذه الطبعة.
(١) توجد في الخزانة العامة بالرباط نسخة واحدة منه تقع في ٢٣٨ ورقه رقم /٢٢٢٩/ وفي الخزانة الملكية بالرباط ست نسخ تحمل الأرقام التالية: /٢٣٥٨/ و/١٨٩٦/ و/٤٢٠٦ و/٢١٣٩/ و/٣٣٠٢/ و/٠٩٩/ وتقع على التوالي في ٩٠ ورقة و١٠٦ ورقة و١٠٥ ورقة و١٦٩ ورقة و٢١٦ ورقة و٢٨٦ ورقة. انظر فهرس المخطوطات العربية المحفوظة بالخزانة العامة ج ٢ ص ١٨٧ - ١٨٨، وفهارس الخزانة الملكية المجلد الأول ٣٥٦ - ٣٥٨.
1 / 21
الأئمة. . . من الأمور العلية، ويعتني به كل ذي همة ذكية. . . اعتنى به الأئمة قديمًا وحديثًا. وذكر جماعة من العلماء الذين سبقوه في موضوع كتابه حتى انتهى إلى ابن فرحون وكتابه، ثم قال: فما زالت نفسي تحدثني من قديم الزمان وفي كثير من ساعات الأوان باستدراكي عليه ببعض ما فاته أو جاء بعده من الأئمة الأعيان" (١).
وخصص جانبًا من آخر كتابه لمصادره (٢) وذكر منها في "كفاية المحتاج" أربعين مرجعًا بعضها لم يعرف سبيله إلى النشر ومنها ما لم يعثر عليه حتى كتابة هذه الأوراق، وأبرز مؤلفي مصادره ابن الأبار والتادلي وابن الزبير والتجيبي وابن فرحون والمقري والحضرمي وابن الخطيب وابن خلدون وأبو زكريا السراج وابن الأحمر والمنتوري وابن مرزوق الحفيد والسيوطي، مع مؤلفي الرحلات الغربية من أمثال القلصاري والعبدري والقسنطيني والقتوري ومنهم جامعو الفهارس والكناشات، ومؤلفو الكتب الفقهية. واعتمد بالإضافة إلى هذه المصادر المكتوبة على مصادر شفهية ممن عاصرهم من الشيوخ، كما اعتمد على صلاته الواسعة ببعض من ترجم لهم من معاصريه.
وقد أشاد جماعة من الكتاب بأحمد بابا التنبكتي وكتابه وأشاروا إلى أنه كان ثقة فيما يرويه عنِ معاصريه (٣) وأخذ عليه بعضهم نقله عن غيره دون إشارة إلى المصدر أحيانًا، فقد استنتج عبد الجليل التميمي في مقال له عن "نيل الابتهاج" أن المعلومات الببليوغرافية المتعلقة بالقرن العاشر وأوائل الحادي عشر الهجرى تكاد تكون سليمة وصحيحة وموثوق بها، بخلاف ما أورده حول أعلام القرون الأولى من الرصيد المكتبي (٤) وقال: "إن الكتاب يعتبر أساسًا سجلًا للأعلام الأندلسيين والتونسيين والمغاربة والجزائريين والطرابلسيين" واعتبر بروفنسال هذا الكتاب من أهم المصادر المغربية المتعلقة
_________
(١) النيل: ٢٨.
(٢) النيل: ٦٤٠.
(٣) المجلة التاريخية المغربية ١٩٨٤ ص ٤٤ والمؤرخون الشرفاء ص ١٧٦ - ١٧٧.
(٤) المجلة التاريخية المغربية العدد نفسه والصفحة نفسها.
1 / 22
بالتراجم وقال: "إن أحمد بابا التنبكتي جدير بأن يسجل اسمه ضمن المؤرخين غير المباشرين للمغرب أواخر القرن السادس عشر الميلادي" (١).
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن كتاب النيل هذا من المصادر العمدة في استعراضه المراجع التي تحدثت عن الغرب وأعلامه حتى القرن السادس عشر الميلادي (٢).
أما السملالي فقد اتهم المؤلف بأنه يختصر كلام صاحب الجذوة ولا ينسبه إليه في تراجم المتأخرين. وقال: "إنه قد يزيد في بعض المواضع عما في الجذوة" (٣). ويؤكد محمد الهيلة في تعريفه بالإمام البرزلي أن التنبكتي اكتفى بنقل ما كتبه ابن مريم ونسب لنفسه ما نقله عنه، ثم أورد مقارنة بين نص ابن مريم التالي: "قلت: ذكر بعض أصحابنا وفاته سنة ٨٤٢ هـ وكذا رأيته مقيدًا في بعض المواضع". وبين قول أحمد بابا. قلت: "ورأيت في بعض التقاييد أن وفاته سنة ٨٤٢ هـ (٤) ولا تثبت المقارنة كما نرى تهمة النقل الحَرْفِي غير الموثّق.
وأشار كاتب آخر إلى أن التنبكتي قد نقل من كتاب الفهرس لابن منجور ما يتعلق بعمر الوزان (٥)، وقد نبه أحمد بابا نفسه أنه أفاد من فهارس الشيوخ ولم ينكر الأخذ من فهرس ابن منجور.
طُبع نيل الابتهاج عدة طبعات غير محققة أكثرها على حاشية الديباج فمن طبعاته تلك طبعة فاس سنة ١٣١٧ هـ والقاهرة سنة ١٣٢٩ هـ وطبعة العاهد سنة ١٣٣٥ هـ.
أما اختصارات وذيول هذا الكتاب فقد بدأها المؤلف نفسه باختصاره
_________
(١) المصدر السابق ص ٤٨.
(٢) المؤرخون الشرفاء ص ١٧٩.
(٣) الأعلام بمن حلّ بمراكش ج ٢ ص ٣٠٧.
(٤) النشرة العلمية للكلية الزيتونية السنة الأولى العدد الأول ص ٧ وانظر البستان وابن مريم ص ٥٠ ونيل الابتهاج.
(٥) تاريخ الجزائر الثقافي ١/ ٣٨٧.
1 / 23