Meteoritos en la historia humana

Cali Cabd Allah Barakat d. 1450 AH
46

Meteoritos en la historia humana

النيازك في التاريخ الإنساني

Géneros

سنة 679ه

يروي ابن كثير، في معرض تأريخه لأحداث سنة 679ه/1280م، حادثة وقوع صاعقة على الجبل الأحمر شرق القاهرة، فأصابت حجرا فأحرقته، وتكون نتيجة لذلك حديد، حيث يسجل بعضا من الأحداث التي سقطت فيها الصواعق على الأرض، والتي من بينها حدث نيزكي:

102 «... ووقعت صاعقة بالإسكندرية وأخرى في يومها تحت الجبل الأحمر على صخرة فأحرقتها، فأخذ ذلك الحديد فسبك فخرج منه أواقي بالرطل المصري.» ورغم الخلط بين الصواعق العادية والنيازك، إلا أن المرء يستنتج بسهولة ويسر أن الحدث الأخير يشير إلى ظاهرة سقوط نيزك من النيازك الحديدية. وقد ورد نفس الحدث في العديد من كتب المؤرخين العرب، مثل السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة»، وابن حبيب في كتابه «تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه»، الذي سبق ذكره. ويورد اليونيني (قطب الدين أبو الفتح موسى بن محمد اليونيني، المتوفى سنة 726ه) في كتابه «ذيل مرآة الزمان»، هذا الحدث؛ إذ يذكر:

103 «وفي يوم عرفة منه وقع بالديار المصرية برد من كبار الحجم فأهلك من الغلال والزراعات ما لا يحصى، وكان معظم ذلك بالوجه البحري، ووقع بظاهر القاهرة تحت الجبل الأحمر صاعقة على حجر فأحرقته فأخذ من ذلك الحجر قطعة وسبكت فاستخرج منها قطعة حديد بلغت زنتها أربع أواقي من المصري، ووقع في ذلك اليوم بعينه صاعقة بثغر الإسكندرية.» ويبدو جليا من هذا الوصف أن الصاعقة، التي ورد ذكرها في هذا الخبر، تشير إلى سقوط نيزك حديدي.

نيزك برجي (733ه/1332م)

يذكر الرحالة العربي المعروف «ابن بطوطة» (أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم (703ه/1304م-779ه/1377م))، في كتابه «رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار»، وصفا لنيزك كان قد شاهده في مدينة «بركي» (برجي) من أعمال البلاد التركية؛ حيث يذكر - ضمن أحداث رحلته في آسيا الصغرى، ولقائه بسلطان مدينة بركي (برجي) التركية، السلطان «محمد بن آبدين» - وصفا لنيزك كان قد سقط على المدينة، من فترة وجيزة على وصوله:

104 «... وسألني السلطان في هذا المجلس، فقال لي: «هل رأيت حجرا أنزل من السماء؟» فقلت: «ما رأيت ذلك، ولا سمعت به.» فقال لي: «إنه قد نزل بخارج بلدنا هذا حجر من السماء.» ثم دعا رجالا وأمرهم أن يأتوا بالحجر، فأتوا بحجر أسود أصم شديد الصلابة له بريق، قدرت أن زنته تبلغ قنطارا [حوالي 44,928كجم، أو أكثر] وأمر السلطان بإحضار القطاعين فحضر أربعة منهم، فأمرهم أن يضربوه، فضربوا عليه ضربة رجل واحد أربع مرات بمطارق الحديد، فلم يؤثروا فيه شيئا، فعجبت من أمره. وأمر برده إلى حيث كان.» ويمثل هذا الحدث، من خلال الوصف المقدم، حادثة سقوط نيزك حديدي كبير. وقد حقق باحثون في العصر الحديث الحدث، من خلال دراسة رواية ابن بطوطة، وخلصوا إلى أن النيزك الذي سقط في تلك الفترة كان نيزكا حديدا، وكان يبلغ وزنه حوالي 60كجم.

105

وقد أشارت بعض الدراسات الحديثة إلى أن عددا من السيوف شكلت من قطع حديدية كانت قد اقتطعت من جسم الحديد النيزكي، لكن للأسف لا يوجد تسجيل معتمد للمسار التاريخي لتلك السيوف، يذكر إلى أين ذهبت، وماذا كان مصيرها؟

سنة 792ه

Página desconocida