Meteoritos en la historia humana
النيازك في التاريخ الإنساني
Géneros
Swift-Tuttle (نسبة إلى مكتشفيه الفلكيين الأمريكيين «لويس سويفت» و«تشارلز تاتل» في عام 1862م). ودرس الفلكي «جيوفاني شياباريلي» في عام 1867م علاقة الأرض بمدار هذا المذنب، وخلص إلى أنها تدخل مداره في 11 أغسطس من كل عام، وأن ظاهرة الشهب التي ترى في هذه الفترة، تعود إلى دخول الجسيمات الصغيرة - التي خلفها المذنب في مداره - جو الأرض فتحترق، محدثة ما يعرف بظاهرة عرض الشهب، التي ترى في منتصف شهر أغسطس. ويذكر مؤلف معجم الخرافات والمعتقدات الشعبية في أوروبا «بيار كانافاجيو»
29
أن الناس يرون في الشهب أرواحا شريرة تهبط في الجحيم، عدا شهب ليلة 15 أغسطس. وإذا أبصر الصقلي شهابا صلب (يرسم صليبا بالإشارة).
ومن الأقوال الشائعة التي ترتبط بالشهب: إذا رأيت شهابا ساقطا من السماء (النجم الساقط)، فتمن ما تشاء؛ فإن أمنياتك سوف تتحقق. ويقال: عندما يسقط شهاب يسقط ملك. وهكذا تقاس أقدار الأمم حسب الشهب الساقطة من السماء. فيذكر الكاتب الروماني «سينيكا الأكبر» (54ق.م.-39م)، في مدونته «مشاكل الطبيعة» أن شهابا كبيرا، غلب ضوءه ضوء القمر، سقط في عام 168 قبل الميلاد، أثناء معركة «بيدنا» في اليونان؛ حيث كان الجنرال الروماني «ماسيدونيكوس بولوس» يشن حربا ضروسا ضد «بيرسوس».
30
وهي المعركة التي أنهت حكم آخر ملوك مقدونيا العظام الذين ينتسبون للإسكندر الأكبر، ووضعت نهاية الإمبراطورية اليونانية، وجاءت بسطوة الرومان على شعوب الشرق الأدنى.
الفصل الرابع
النيازك في التراث العربي
«وانقض كوكب يحكي من رآه أنه كان على هيئة القمر فانهدمت حينئذ مواضع كثيرة في الجبال.» (الخزجي، كتاب العقود اللؤلئية في تاريخ الدولة الرسولية) ***
يكاد يجمع مؤرخو العلم على أن العرب خلفوا تراثا علميا قيما فيما يخص علم الفلك؛ فالعرب بطبيعة حياتهم المعيشية يتعلقون بالسماء، التي يهتدون بنجومها في مواقيتهم، ورحلاتهم وتنقلاتهم من منطقة لأخرى أو من بلد لآخر عبر الدروب الصحراوية، وانتظارهم الأمطار التي تعد مصدر المياه الرئيسي في بلادهم. ساعدهم على ذلك صفاء سماء أرضيهم الخالية من العواصف والسحب والغيوم، لكن ذلك لم يكن خليقا بأن يخلفوا هذا التراث الهائل بدون حس علمي، جعلهم يسجلون مشاهداتهم، التي تطورت إلى أبحاث بفتح المجال نحو مناقشة تلك المشاهدات، وتمحيص الآراء التي تختص بها؛ فقد تمتلك الشعوب مهارات خاصة ومعارف كثيرة، لكنها تقتصر على سلوكياتها الحياتية، وانتقالها للأجيال شفاهة، لكنها لا تسجل كتابة، فتضيع مع موت أهلها، وتظل آثارها باهتة في مخيلات من سمعوا بها. وهذه الشعوب وإن تفوقت علميا، إلا أنها لم تكن تمتلك الحس العلمي، الذي يجعلها تحرص على تسجيل الظواهر والمشاهدات، والآراء والمساجلات الخاصة بالظواهر الطبيعية والإنسانية، في الكتب والحوليات والوثائق، التي تظل وعاء يحرس هذا التراث أو ذاك، لتستفيد منه البشرية على مر الزمن ، وتطوره بما يضاف إليه من معارف جديدة يكتسبها الإنسان. وهذا ما يميز أمة - في تاريخ العلم - عن غيرها من الأمم، ويحدد إسهامها ودورها مقارنة بأمة أخرى. وتسجيل الأحداث لا يخرج بحال من الأحوال عن مدى تطور الأمة؛ إذ يعكس الرخاء الذي تنعم به، نتيجة لنظمها السياسية والإدارية والمالية المتطورة، التي تغرز ذلك المناخ العلمي، الذي يعكس حرصها العام على بقاء ذكرها في التاريخ. وقد تفوق العرب في التسجيل تفوقا كبيرا لا ترقى إليه أمة في التاريخ، حتى إن بعض الباحثين يذكر أن حب العرب للتدوين وكثرة كتاباتهم، وما استخدموه من أوراق وأحبار في كتاباتهم التي تفوق الحصر؛ كان وراء تطور وسائل الكتابة بصفة عامة، وكان وراء اختراع ورق الكتابة بشكله الحالي.
Página desconocida