بيتاقوس الفيلسوف والمستشير
جاء بيتاقوس يوما رجل فقال: أريد أن أتزوج بإحدى اثنتين؛ واحدة منهما تساويني في الحسب، وأخرى أغنى مني وأعلى نسبا، فآخذ لي واحدة منهما. فرفع عليه عصا كان يتوكأ عليها، وقال: اذهب إلى مجمع الصبيان الذي يلعبون فيه واسمع ما يقولون واعمل به! فمضى الرجل إلى ملعب الصبيان؛ فسمعهم ينبهون بعضهم، ويقولون: «كل واحد يأخذ مثله»، فاعتبر الرجل بذلك، وجنح عن أخذ التي فوقه في الغنى والنسب، وأخذ التي تماثله في الصفات والأخلاق.
عدل بيتاقوس الفيلسوف
كان تيري بن بيتاقوس الفيلسوف يوما في حانوت رجل حجام مع جماعة من الشبان الذين كانوا يجتمعون عادة هناك للتحدث والاستخبار، وبينما هو كذلك؛ إذ سقطت عليه حديدة من يد صانع - غير عامد - فكسرت رأسه، فهم أهل المدينة بقتل ذاك الرجل، وأمسكوه وأحضروه إلى بيتاقوس والد المقتول، فبحث عن السبب؛ فرأى أن الرجل الذي ألقى قطعة الحديد على رأس ابنه غير متعمد، فعفا عنه، وقال: إن ذنبا غير مقصود لجدير بالعفو والمسامحة؛ لأن الأعمال بالنيات لا بالمظاهرة.
بياس الفيلسوف والمشركون
كان بياس الفيلسوف يوما في سفينة مع جماعة من المشركين، هبت عليهم ريح عاصفة، أشرفت منها السفينة على الغرق، فخاف المشركون غاية الخوف، وابتهلوا بالدعاء لآلهتهم؛ لتنجيهم من الموت الذي يتهددهم، فقال لهم بياس: عليكم بالصمت؛ لأن آلهتكم لو علمت أنكم في السفينة لأغرقتها وهلكنا جميعا!
بياس الفيلسوف والمحكوم عليه
اضطر بياس يوما أن يحكم بالقتل على أعز أصدقائه؛ عملا باقتضاء الشرع، فما كاد أن ينطق بصيغة الحكم حتى شرع في البكاء وسط المحكمة، فقيل له: ما يبكيك، وأنت الحاكم المطلق تغير الحكم كيف شئت؟! فقال: إنما بكيت أسفا وحنانا على من أصيب بنكبات الدهر، ولكن الشريعة فرضت علي أن لا أعتبر هذه الطبيعة ولا أجري على أميالها.
بياس الفيلسوف والسفينة
تأمل بياس يوما في شحن ألواح السفينة، فتأوه بأعلى صوته، وقال: إن المسافرين في البحر ليسوا بعيدين عن الموت إلا بمقدار أربعة أصابع، فسئل عن آمن السفن، فقال: هي التي تصل إلى البر سالمة.
Página desconocida