أرسل قيصر رسولا إلى عمر بن الخطاب؛ لينظر أحواله ويشاهد أفعاله، فلما وصل المدينة سأل أهلها، وقال: أين ملككم؟ فقالوا: ما لنا ملك! بل لنا أمير قد خرج إلى ظاهر المدينة. فخرج الرسول في طلبه؛ فرآه نائما في الشمس على الأرض فوق الرمال الحارة وقد وضع درته كالوسادة، والعرق يسقط من جبينه إلى أن بل الأرض، فلما رآه على هذه الحالة وقع الخشوع في قلبه، وقال: رجل يكون جميع الملوك لا يقر لهم قرار في هيبته وتكون هذه حاله، ولكنك يا عمر عدلت؛ فأمنت؛ فنمت، وملكنا يجور؛ فلا جرم إذا ظل ساهرا خائفا.
عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص
كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: إن الله إذا أحب عبدا حببه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للناس عندك.
عمر بن الخطاب وأحد الزهاد
قام عمر بن الخطاب بالجبانة فإذا هو بأعرابي، فقال: ما تصنع ها هنا يا أعرابي في هذه الديار الموحشة؟ قال: وديعة لي ها هنا يا أمير المؤمنين. قال: وما وديعتك؟ قال: ابن لي دفنته فأنا أخرج إليه كل يوم أندبه؟ قال: فاندبه حتى أسمع! فأنشأ يقول:
يا غائبا ما يئوب من سفره
عاجله موته على صغره
يا قرة العين كنت لي سكنا
في طول ليلي نعم وفي قصره
شربت كأسا أبدل شاربها
Página desconocida