يا مال إحدى خطوب الدهر قد طرقت
يا مال ما أنتم عنها بزحزاح
يا مال جاءت حياض الموت واردة
من بين عمر فخضناه وضحضاح
فقال له مالك: ما كنت لأخرب نفسي ولا عيالي وأعطيك مالي، فانصرف عنه، وأتى ابن عم له يقال له وهم بن عمرو، وكان حاتم يومئذ معاد له لا يكلمه، فقالت له امرأته: أي وهم هذا، والله أبو سفانة حاتم قد طلع، فقال: ما لنا ولحاتم أثبتي النظر، فقالت: ها هو، قال: ويحك هو لا يكلمني فما جاء به إلي؟ فنزل حاتم فسلم عليه، فرد سلامه وحياه ثم قال له: ما جاء بك يا حاتم، قال: خاطرت على حسبك وحسبي، قال: في الرحب والسعة هذا مالي - وكانت عدته يومئذ تسعمائة بعير - فخذها مائة مائة حتى تذهب الإبل أو تصيب ما تريد، فقالت امرأته: يا حاتم أنت تخرجنا عن مالنا وتفضح صاحبنا، تعني زوجها، فقال: اذهبى عني فوالله ما كان الذي غمك ليردني عما قصدت، وقال حاتم:
ألا أبلغا وهم بن عمرو رسالة
فإنك أنت المرء بالخير أجدر
رأيتك أوفى الناس منا قرابة
وغيرك منهم كنت أحبو وأنصر
إذا ما أتى يوم يفرق بيننا
Página desconocida