3

Nawadir Khulafa

نوادر الخلفاء

Géneros

4

فلما سمعت ذلك عظم الرجل في عيني، وثبتت لي مروءته، فتناولت العود، وقد تذكرت فراق أهلي وأولادي ووطني؛ فغنيت:

وعسى الذي أهدى ليوسف أهله

وأعزه في السجن وهو أسير

أن يستجيب لنا ويجمع شملنا

والله رب العالمين قدير

فطرب، وقال: أتأذن لي يا مولاي أن أغني ما خطر ببالي؟ وإن كنت من غير أهل هذا الفن! فقلت: وهذا من زيادة أدبك ومروءتك، فأخذ العود وأنشد:

تعيرنا أنا قليل عديدنا

فقلت لها: إن الكرام قليل

فطربت، ونمت، ولم أستيقظ إلا بعد العشاء، فعدت أفكر في كرم هذا الرجل وحسن أدبه، فقمت وأخذت كيسا كان معي فيه دنانير، فقدمته له، وقلت: أستودعك الله، وأسألك أن تقبل مني هذه الهدية.

Página desconocida