أعادت روسيا بأمر القيصر علما فرنسويا من أعلام سنة 1870 التي كان الجيش الألماني غنمها من الجيش الفرنسوي في جهات الدوبس في السنة المذكورة، وقد وجدها الجيش الروسي في جهة بروسيا الشرقية في مكان اجتماع آلاي الدراجون البروسي الحادي عشر. •••
وجدوا مع أسير ألماني رسالة من أهله جاء فيها: «إن الجزم التي أرسلتها إلى هرمان لم تصلح له لأنها كبيرة أما الصحون ومواعين المطبخ فلا بأس بها، وقد أرسل إخوانك الجنود إلى أهلهم هنا أكثر مما أرسلت.» تنشيطا له على التمادي في النهب والسلب. •••
روت جريدة الفيغارو الحكاية الآتية المؤثرة قالت: «جرى في شارع لافايت بباريس حادث مؤثر جدا؛ فقد رأى الأهالي في ذلك الشارع بقرب المحطة الشمالية جنوبا جريحا يسير بكل تعب وهو يحمل أمتعته ويقصد أخذ قطار أوسترليتيز ليقصد بواتو حيث يوجد أهله وذووه، فاستوقفوه وسألوه عن المكان الذي يقصده، ولما كان لا يملك نقودا جمعوا من الشارع بضعة فرنكات، ثم استوقفوا عربة لنقله إلى المحطة بأمتعته حيث صحبه أحد الذين صادفوه، ولما أراد النزول من العربة أخذ يحسب القيمة التي يود أن يدفعها للحوزي، فالتفت هذا إليه، وقال له: أتعتقد انني أقبض منك الأجرة؟ إنك لمخطئ جدا؛ فلي ولدان بساحة القتال قتل أحدهما في جهة الألزاس والصغير لا يزال حيا، وإلى أين أنت ذاهب؟ - إلى بواتو. - لا يسافر القطار قبل ثلاث ساعات والآن وقت الظهر، فتعال نتناول طعام الغداء على صحة ولدي الحي وأرجعك إلى المحطة، وإن الله الذي أرجعني سنة السبعين من الحرب يرجعه أيضا.» •••
كان بين الأسرى في مونس ثلاثة ضباط من ضباط الطيران الألمانيين الذين أسروا بجوار باريس مع طياراتهم، وكانت ثلة من المعسكر الإنكليزي تخفرهم، فلما وقف القطر طلب ضابط منهم من خفيره الإنكليزي أن يعطيه زرا من أزرار كسوته ليحفظه تذكارا فرفض بإباء وعزة نفس، فقال الضابط الألماني: يا لك من عسكري متكبر كأنك فرنسوي! فقال الإنكليزي: جميعنا هنا فرنسويون. •••
كان ضابط وخمسة جنود من الجيش الألماني الذي يقوده الجنرال هندنبرج راكبين دراجات وسائرين في طريق بشرق بروسيا للاستطلاع، فأبصروا أوتوموبيلا مقبلا إلى جهتهم وكان فيه ضابطان روسيان، فأمر الضابط الألماني سائق الأوتوموبيل بأن يقف فلم يذعن فرماه الجنود بالرصاص، وهجم الضابط الألماني بمسدسه ليأسر الضابطين الروسيين، وقبل أن يدنو منهما انتحر أحدهما وهو قائد الفيلق الثالث عشر لكي لا يقع أسيرا في يد العدو، وأما الآخر فأسر، ونقلت جثة أولهما إلى الجيش الألماني.
وكان في شرق بروسيا كثيرات من النساء الألمانيات يحاربن مع الجنود الألمان، وقد أسر الروس في طريق جريفا مائتي جندي وكان بينهم عدد كبير من النساء وكلهن بالسلاح الكامل. •••
ومن نوادر هذه الحرب أن امرأة ألمانية عجوزا في السبعين من عمرها قتل جميع أبنائها وأحفادها، وقتلت وجرحت خمسة عشر روسيا وما اكتفت بل ظلت تحارب حتى جرحت في ذراعها برمح جندي من القوازق وأسرت فجعل الروسيون يعاملونها أحسن معاملة، ولكنها مع ذلك لم تأكل مما قدم إليها ولم تفتر عن شتم آسريها.
وكتبت جريدة الديلي نيوز أن بين الأسرى الألمانيين فتاة ألمانية في السابعة عشرة من عمرها اسمها أوجستين برجير لحقت بالجيش الألماني في أثناء تقهقره؛ فكانت تتسلق المرتفعات وتخبر الألمان بالرايات بحركات الجيش الروسي، وقد أسرها القوازق وهي تقوم بهذا العمل. •••
كان في أحد مستشفيات «كيف» جندي روسي من الطوبجية له قصة غريبة، ذلك أنه كان يحارب في شرق بروسيا فحطم الألمان بطارية فرقته وصدر إليها الأمر بالرجوع، ولما كانت الجنود راجعة القهقرى رأى ذلك الجندي طفلة في طريق العسكر خارجة من منزل في القرية فاخترق الصفوف حتى وصل إليها ليحميها من القنابل التي كانت تنزل نزول المطر، وما كاد يصل إليها حتى مرقت قنبلة من قنابل شرابنل فوق رأسه وكان قد انحنى على الطفلة ليكون درعا يقيها ولكنه ما سار بالابنة قليلا حتى أصابته رصاصة في ظهره فوقع على الأرض، وأسرع إليه جنديان فعادا به وبالطفلة، ثم نقل الجندي الجريح والطفلة معه إلى المستشفى، وقد أنعم عليه وعلى الجنديين الآخرين بنشان القديس جورج جزاء ما أظهروه من الشجاعة. •••
أرسل محافظ فينا يعزي الجنرال البارون فون هوهنز ندروف قائد جيش النمسا العام عن فقد ابنه الذي قتل في الحرب فرد عليه قائلا: «إننا نحارب لفخر النمسا وشرفها ولكن العدو قوي علينا كثيرا.» •••
Página desconocida