وإن لقحت أيدي الخصوم وجدتني ... نصورًا إذا ما استيبس الريق عاصبه
(قال أبو الحسن: وأنشدت عن ابن الأعرابي والرياشي يزيدان في هذا الشعر):
تأنيته حتى إذا ما رأيته ... إذا ازداد ذلًا جانبي عز جانبه
نخلت له في الصدر مني مودةً ... وخليت عنه مهملًا لا أعاتبه
(قال أبو حاتم): قوله: صد عني أي صدت عني العين. وقوله «عاصبه» يقال للرجل إذا عطش وجف الريق على أسنانه: رجل عاصب. وقد عصب يعصب عصبًا. «لقحت»: ارتفعت. قال أبو حاتم كما أن الناقة إذا لقحت شالت بذنبها ولا يفعل ذلك شيء علمناه إلا النوق. فشبه الأيدي بأذناب اللواقح. ويقال: عصب الريق بفيه يعصب:
إذا جف عليه وذهب بزاقه. وأتانا فلان عاصبًا فوه قال الراجز:
يعصب عنه الريق أي عصب ... عصب الجباب بشفاه الوطب
«الجباب» شبيه بالزبد يرتفع فوق ألبان النوق إذا مخضت عيونًا تبرق، وربما ادهن به الأعراب.
1 / 184