فلما رآها المأمون تعجب من حسنها وجمالها، وكان إلى جانبه فتي يدعى أبو موسى فلما شاهد تلك الجارية وما هي عليه من الحسن والجمال وقع حبها في قلبه وبدت عليه علائم الاصفرار، فقال له المأمون: ما لك يا أبا عيسى قد تغير حالك؟ فقال: يا أمير المؤمنين بسبب علة تعتريني في بعض الأوقات، فقال له الخليفة: أتعرف هذه الجارية قبل الآن؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، وهل يخفى القمر، ثم قال لها المأمون: ما اسمك يا جارية؟ قالت: اسمي قرة العين يا أمير المؤمنين، قال لها: غني لنا يا قرة العين، فأنشدت تقول:
إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب
جهارا فكن في الغيب أحفظ للود
والغ أحاديث الوشاة فقلما
يحاول واش غير هجران ذي ود
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يمل وأن البعد يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع
Página desconocida