هي البدر حسنا والنساء كواكب
وشتان ما بين الكواكب والبدر
لقد فضلت بثن على الناس مثل ما
على ألف شهر فضلت ليلة القدر
فلما سمعت بثينة بهذه الأبيات حلفت بالله أن لا يأتيها على خلوة إلا خرجت إليه وأنها لن تتوارى منه، فكان يأتيها عند غفلات الرجال فيتحدث معها ومع أخوتها، فنمى إلى رجالها ذلك وكانوا قوما غيارى فرصدوه وعزموا على قتله، فجاء على ناقته الصهباء إلى بثينة وأم الحسين فأخذا يحدثانه، فنظر إليهما وأنشد:
لقد ظن هذا القلب أن ليس لاقيا
سليمى ولا أم الحسين لحين
فليت رجالا فيك قد نذروا دمي
وهموا بقتلي يا بثين لقوني
فبينما هو على تلك الحال إذ وثب عليه القوم فأطلق عنان الناقة فخرجت من بينهم كالسهم ونجا من ظبا سيوفهم.
Página desconocida