51
كحقين من لبّ كافورة ... برأسيهما نقطتا عنبر وبنان رطيب، على مثله يدور الخطيب، مقبل بالأفواه، مصافح بالجباه، فضّيّ الإهاب، مرقوم بالخضاب: فما أعذب السكب من أدمعي ... وأحلى المشبك من نقشها وقوام يقيم الحروب، ويثير كرّ الكروب. كامل الحسن مهفهف، وافر الدالّ مثقف. الرماح تخضع لديه، والأغصان تسجد بين يديه: وقد روت عن لينه واعتداله ... صحاح العوالي مسندًا بعد مسند وخصر نحيل، يشكو من ردفها الثقيل. ليس فيه حظ للمجتني لو سألتها عنه لقالت فني: عيون الناظرين به أحاطت ... فلم تحتج إلى عقد الوشاح وأردافٍ كالأحقاف، وعدها موسوم بالإخلاف، خارجة عن العادة، لكن فيها للمحبين الحسنى وزيادة: تمشي بأردافٍ أبين قعودها ... بين النساء كما أبين قيامها وسوقٍ جمد ماؤها، وبهر الأعين ضياؤها. مشرقة النور، قصبها من بلور: لو لم يكن من برد ساقها ... لاحترقت من نار خلخالها.

1 / 52