ومن خزامى، قدره لا يسامى. يسكن المنازل العلية، ويرفل في حلته اللازوردية. يا لها حلة فاخرة، وحلية باهية باهرة:
لو حواها الطاووس أصبح لاشك ... مهنا بملك طير الهواء
ومن أقحوان، جمع في مفرده القمران.
كشمسة من لجين في زبرجدة ... قد أشرقت حول مسمار من الذهب
ومن آذريون، أظهر القطر سره المكنون:
كأنه أغصانه فيروزج بهج ... من فوقه ذهب في وسطه سبج
أو مسك في جام من ذهب، أو فحم أحاط به اللهب:
تراه عيونًا بالنهار نواظرًا ... وعند غروب الشمس أزرار ديباج
ومن بهار، يبهر بحسنه الأبصار:
كسواعد من سندس وأكفها ... من فضة حملت كؤوس عقار
ومن شقيق، أين منه المرجان والعقيق؟
كأنه وجنات أربع جمعت ... وكل واحدة في صحنها خال
ومن ومن ومن، إشارة فتى بالعجز عن الحصر قمن.
فلما تأملت محاسن هذه الروض الأنيق، ونظرت إلى ما فيها من النبات بعين الحقيقة، شكرت أيادي صانعها، ولجأت إليه وأثنيت على صائغها، وإن كنت لا أحصى ثناء عليه،
1 / 42