El Abrogante y el Abrogado del Sagrado Corán
الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم
Géneros
[كتاب الأطعمة والأشربة]
[أموال اليتامى ومخالطتهم]
قال عبد الله بن الحسين صلوات الله عليهما: وأما ما نسخ من أموال اليتامى، قال الله سبحانه: ?إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا? [النساء:10] ، فلما نزلت هذه الآية كره المسلمون أن يكفلوا اليتامى، وتحرجوا من أن يخالطوهم، وسألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كيف يفعلون في أمرهم؟ فأنزل الله سبحانه: ?ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم? [البقرة: 220] يريد الله عز وجل (بأعنتكم) -أي: ضيق عليكم، لكن قد وسع عليكم وسهل بقوله: ?من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف? [النساء: 6] فنسخ الله الأكل بالظلم والعدوان لأموال اليتامى، بأن يؤكل منها بالمعروف عند الحاجة والفقر، فأذن في مخالطتهم بالنفقة، مع النفقة وكذلك قال تعالى:?وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين? فهذا ما ذكره الله من النسخ في أموال اليتامى، ولا أعلم فيه اختلاف عند خاص ولا عام، إلا أن قوما قالوا: يجب لمن كفل اليتيم أن يأكل من ماله بالمعروف إذا كان فقيرا كائنا من كان ويخالطه بالنفقة، فإن كانا يتغابنان عند الأكل فيكون الولي أكثر أكلا من اليتيم لا حرج عليه؛ لأن الله قد أباحه بالمخالطة، وقال آخرون: لا يحل البتة لمن كفل يتيما أن يأكل من ماله إلا أن يكون من عصبته ممن ترثه ويرثك، فإذا كان كذلك جاز له أن يأكل من ماله إذا كان فقيرا، كما يجب عليه نفقته إذا كان أحدهما موسرا والآخر معسرا وجبت نفقة أحدهما على الآخر إذا كانا يتوارثان، واحتجوا في هذه النكتة.
Página 107