فلا يكونن أحد منهم فيما يزول عنه ويفنى، أجد منكم فيما يدوم أبدا ويبقى، ولا يدخله خسارة ولا نقصان، ولا وضيعة ولا خيبة أبدا ولا حرمان، فإن تقصروا في ذلك تكونوا أخسر فيما تعدونه من التجارة والصناعة خسرانا منهم، بعد ما فرق الله في ذلك بينكم وبينهم، فأعوذ بالله لي ولكم من الخسران المبين، فإنه عند الله هو الخسران في الدين، وذلك فهو الخسران والضلال البعيد، الذي لا يخسره - بمن الله وإحسانه - رشيد.
فمنه يا بني أرشدكم الله فتحرزوا، وعنه بالله ما بقيتم فتعززوا، فإنه هو العز الأعز، والحرز الحصين الأحرز، الذي لا يكون معه أبدا ضياع، ولا يخسر فيه تاجر ولا صناع.
Página 50