155

فأقام بعد رجوعه ما شاء الله تعالى ثم مات.

قالوا : فلما صار الملك إلى ابن أبي كرب بن ملكيكرب بن الصعب (44) دعته نفسه إلى المسير إلى حيث سار جده فسار ، فلما صار في أرض الروم أشار عليه الناس باتخاذ الأغذية الحارة والتحاف الدفيء والأدهان الحارة أيضا ، فاتخذها ومضى إلى المكان الذي وصل إليه جده ، فوجده ليلا كله. فلما سار في الظلمة ليلتين خاف أن يوغل فيتلف فتوقف ، وقال : ما ينبغي لنا أن نجاوز مبلغ من كان أكبر منا همة وأمضى عزمة ثم رجع.

وأما قول العوام : إنه دخل الظلمات يريد ماء الحياة ، فذلك مما لا يصح.

قالوا : فلما رجع من سفره نزل بيثرب ، ثم سار يريد مكة ، ومعه

Página 167