بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف:
الحمد لله الذي أنزل الكتاب على خير الخلق، وأفصح من نطق بالضاد، صلاة الله وسلامه عليه وعلى عترته الأمجاد، وأصحابه الألى بذلوا مهجهم في سوح الجهاد فنالوا الزلفى عند ربهم يوم التناد.
فإن علم النحو من أسمى العلوم قدرا، وأنفعهما أثرا، به يتثقف أود اللسان١، ويسلس عنان البيان، وقيمة المرء فيما تحت طي لسانه لا طيلسانه ولقد صدق إسحاق بن خلف البهراني في قوله:
النحو يبسط من لسان الألكن ... والمرء تكرمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها منها مقيم الألسن٢
وبه يسلم الكتاب والسنة من عادية اللحن والتحريف، وهما موئل الدين وذخيرة المسلمين، فكان تدوينه عملا مبرورا، وسعيا في سبيل الدين مشكورا.
وبه يستبين سبيل العلوم على تنوع مقاصدها وتفاوق ثمارها٣ فإن الطالب لا يسلكها على هدى وبصيرة إلا إذا كان على جد من هذا العلم موفور، على أن المتحادثين في أي جزئية علمية إنما يعتمدان عليه في تحديد
_________
١ أي يتقوم به معوج اللسان.
٢ راجع البيتين في عيون الأخبار "كتاب العلم والبيان" الإعراب واللحن، ج٢ ص١٥٧، والكامل مع الرغبة ج٤ ص١٣٢، والعقد الفريد "كتاب الياقوتة في العلم والأدب باب في الإعراب واللحن" ج٢ ص٤٧٩ طبع اللجنة، وإسحاق شاعر عباسي مدح الحسن ابن سهل.
٣ يفوق بعضها بعضا.
1 / 11