وكذلك روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أهل بالتوحيد في حجته فقال لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر فهذا تأويل التوحيد وصوابه عند الأمة فمن أدخل الحواس الخمس أيها المعارض في صواب التأويل من أمة محمد ومن عدها فأشر إليه غير ما ادعيتم فيه من الكذب على ابن عباس من رواية بشر المريسي ونظرائه ولمن تأول في التوحيد الصواب لقد تأولت أنت فيه غير الصواب إذ ادعيت أن الله لا يدرك ولم يدرك بشيء من هذه الحواس الخمس إذ هو في دعواك لا شيء والله مكذب من ادعى هذه الدعوى في كتابه إذ يقول عز وجل
ﵟوكلم الله موسى تكليماﵞ
ﵟولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهمﵞ
و
ﵟوجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرةﵞ
فأخبر الله في كتابه أن موسى أدرك منه الكلام بسمعه وهو أحد الحواس عندك وعندنا ويدرك في الآخرة بالنظر إليه بالأعين وهي الحاسة الثانية كما قال الله تعالى
ﵟوجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرةﵞ
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ترون ربكم يوم القيامة كما ترون الشمس والقمر جهرا لا تضامون في رؤيته )
Página 156