Napoleón Bonaparte en Egipto
نابوليون بونابارت في مصر
Géneros
ولو أن هاتيك المصادرات وقعت على المماليك لقلنا تسلط الظالم على الظالم، ولكنها تعدت إلى أرباب الحرف من المصريين المساكين!
وفي الوقت الذي يتبجح كتاب الفرنساويين بأن بونابرت ما كاد يضع قدمه في مصر حتى أصدر أمره بالعفو عن الفارين، والسماح لنساء المماليك بالعودة إلى دورهن مطمئنين؛ نجد أنهم ما سمحوا لهن بالعودة إلا ليضربن عليهن هاتيك الضرائب الفادحة، ولقد روى الجبرتي في أوقات مختلفة روايات عن تعرض الفرنساويين لنساء المماليك ومصادرتهن، وخلق الأسباب لدعوتهن إلى منازل الحكام مما يخجل القلم من ذكرها، وحكاية عن زوجة رضوان كاشف، التي صالحت نفسها بألف وثلاثمائة ريال، ثم نهبوا بعد ذلك بيتها، بحجة التفتيش على السلاح، وأخذوا كل ما فيه، وقرروا عليها بعد إهانتها وإقامتها ثلاثة أيام عندهم أربعة آلاف ريال أخرى، ليست الوحيدة في بابها.
ولا غرابة في ذلك فما خرج الكثير من أولئك الضباط والمقطوعين من موظفي الجيش إلا بقصد الحصول على الثروة، وما نقول هذا من عندنا، فقد جاء في كتاب «ميو» الذي سبقت الإشارة إليه قوله في الصحيفة الثالثة من مذكراته ما يأتي تعريبه:
أي ميدان واسع فتح أمام أصحاب النفوس الثائرة التي نفذ منها الصبر وكان أصحاب المطامع يرقبون المستقبل لكي يزيدوا ثروتهم.
وكان كل منهم يأمل خيرا في هذه الحملة العظيمة، وكان القائد العام يمنيهم غالبا بالأقوال الخادعة ويدفع فيهم حب العظمة والثراء، وكان جنودنا قد اعتادوا في إيطاليا الثراء والغنى عن نفقات البلاد التي فتحت، وكانت مصر أمام أعينهم منجما مهملا، وبلادا عذراء لم تستغل بعد، ولم تمسها الأيدي العاملة. إلخ إلخ.
فعل الفرنساويون ما فعلوه لاغتصاب الأموال، وهم ثملون بخمرة الفوز في الوقت الذي كان فيه أسطول نلسون يغرق ويحرق أسطولهم في أبي قير في موقعة بحرية قضت على آمالهم في هذه الديار قضاء مبرما، فما كان أصدق قول الشاعر عليهم في تلك الآونة:
يا نائم الليل مسرورا بأوله
إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
في الوقت الذي كانت فيه العمارة الفرنساوية تلاقي البلاء من مواقع الإنكليز كان نابوليون في القاهرة يستعد لتجهيز حملة لمطاردة إبراهيم بك، ومن معه من المماليك النازلين في بلبيس.
في الدور الأول أيضا بعد الواقعة
Página desconocida