Napoleón Bonaparte en Egipto
نابوليون بونابارت في مصر
Géneros
فأما السيد عمر مكرم فقد كان غائبا؛ لأنه خرج مع إبراهيم بك وأبي بكر باشا هاربا من وجه الفرنسيس، ولم يعد إلى مصر إلا بعد خروجهم، فمن المحتمل أن يكون نابوليون قد ذكره ليبلغه ذلك، وهو لا يزال في بلبيس، فيرتاح خاطره فيحضر، وأنه انتخب واحدا من العلماء الثلاثة الدمنهوري والشبراخيتي والدواخلي، وأما الشيخ محمد المهدي فمن المؤكد أنه انتخب ليكون «كاتم سر وباشكاتب الديوان الخصوصي» وأما شيخ السادات فقد ذكره نابوليون في أول أمره المشار إليه، ولكن لم يرد ذكره كعضو من أعضاء الديوان، في كتاب الجبرتي، وأما المعلم نقولا الترك، فقد خلط وخبط فقال: «ابتدأ نابوليون في النظامات لمدينة مصر فأحضر أولا خمسة من الأسماء الكبار وهم الشيخ عبد الله الشرقاوي والشيخ خليل البكري والشيخ مصطفى الصاوي والشيخ محمد المهدي والشيخ سليمان الفيومي، وأحضر معهم اثنين من الوجاقات وواحد من التجار وهم علي كتخدا باشي ويوسف شاويش باشي والسيد أحمد المحروقي، وأفرز إلى هؤلاء محلا معينا، وعين لهم علائف «مرتبات» شهرية وأقامهم رؤساء في ديوان خصوصي.» ا.ه.
ونحن لا نعرف شيئا عن أولئك الاثنين من الوجاقلية؛ إذ لم نعثر على اسمهما في أي كتاب، ولكنا نعرف أن السيد أحمد المحروق لم يكن في القاهرة في ذلك الحين؛ لأنه فر مع إبراهيم بك، وبكير باشا، ولم يعد إلى القاهرة إلا بعد واقعة الصالحية في 12 أغسطس أي بعد نحو عشرين يوما من هذا التاريخ، ومن الغريب أن يرد بعد هذا في رسالة نقولا الترك ذكر أسماء أعضاء الديوان الذين أمضوا على المنشور الذي وزعه نابوليون تحت أسمائهم ردا على المنشورات والأوراق التي كان يبعث بها إبراهيم بك ورجال الدولة لتحريض الأهالي على الفرنساويين «كما سيأتي ذلك في موضعه» وعددهم عشرة رجال وهم البكري والشرقاوي والصاوي والمهدي ومحمد الأمير والعريشي والفيومي والدواخلي والسرسي والدمنهوري، فلم يذكر من بينهم السادات، ولا الشيخ محمد الأمير مفتي المالكية، ولا الشيخ الدواخلي.
ولم يذكر الجبرتي الاختصاصات التي أعطاها نابوليون للديوان، ولكن ذكر أولا أنه حضر مع المشايخ في جلسة الديوان مصطفى كتخدا الباشا «وكيل الباشا الوالي» والقاضي «التركي» وهذا من الأدلة الكبيرة على رغبة نابوليون في إتباع السياسة التي شرحناها من حيث اتفاقه مع الدولة ومحافظته على حقوق السيادة العثمانية، ثم قال الجبرتي: «وقلدوا محمد أغا المسلماني أغات مستحفظات «محافظ» وعلي أغا السواري والي الشرطة وحسن أغا محرم أمين احتساب، وذلك بإشارة أرباب الديوان فإنهم؛ أي: «الفرنسيس» كانوا ممتنعين عن تقليد المناصب لجنس المماليك فعرفوهم أن السوقة في مصر لا يخافون إلا من الأتراك ولا يحكمهم سواهم.» وذكر الجبرتي أيضا أنهم قلدوا محمد بك كتخدا لبونابرته ومن أرباب المشورة الخواجة موسى كافوا وكلاء الفرنساوي ... «وصوابهما موسى كافوا وكاوي الفرنساوي» وعينوا مسيو جان بنو وكيلا للديوان.
هذا فيما يختص بنظام إدارة حكومة القاهرة، أما فيما يختص بداخلية البلاد فلم يذكر الجبرتي شيئا وكذلك لم نجد في كتاب المعلم نقولا الترك، ولا في كتاب البستاني الناقل عن كتب الفرنسيس، ولكن رأينا في المصادر الفرنسية، أن نابوليون ألقى عدة أسئلة على المشايخ أعضاء الديوان للاستفسار منهم عن أحسن الطرق لإدارة أحكام المديريات، فأجابوه على أسئلته بجوابات أعجبته وسر بها؛ ولذلك وضع النظام الآتي في أمر له بتاريخ 27 يوليو، ومحفوظ أصله في مخابرات نابوليون بنمرة 2858 وهذا تعريبه:
المادة الأولى:
يشكل في كل مديرية من مديريات القطر المصري ديوان مؤلف من سبعة أعضاء للنظر في شئون الأهالي، وليعرضوا علي كل شكوى تقدم لهم، وليمنعوا التعديات التي تقع من الأهالي على بعضهم، وليراقبوا المشبوهين وليعاقبوهم إذا اقتضى الحال بطلب قوة من قومندان الجهة الفرنساوي، وعلى هذا الديوان إرشاد الأهالي إلى ما يراه موافقا لمصلحتهم.
المادة الثانية:
يقيم في كل مديرية أغا من الإنكشارية تكون علاقاته متواصلة مع القومندان الفرنساوي، وتكون تحت أمرته قوة مؤلفة من سبعين رجلا من أهالي البلاد مسلحين لكي يسيروا في البلاد لتوطيد دعائم الأمن وإدخال الناس في دائرة الطاعة والطمأنينة.
المادة الثالثة :
يقيم في كل مديرية مدير لجباية أموال الميري وتحصيل جميع ضرائب الأطيان، وجمع إيرادات أملاك المماليك التي أصبحت الآن ملكا للجمهورية الفرنسية، ويكون تحت إدارته العدد الكافي من العمال اللازمين لذلك.
Página desconocida