Napoleón Bonaparte en Egipto
نابوليون بونابارت في مصر
Géneros
استعمار إنجلترا في الهند وتأثيره في تجارة مصر في ذلك العهد
لما اتسعت مطامع الشركة الإنجليزية الهندية في استعمار تلك الأقطار، وكانت تلك الشركة تحت سيطرة الحكومة الإنجليزية في لندن، توجهت الأنظار بالطبع إلى هذه الديار المصرية؛ لأنها طريق الهند في التجارة «والداء قديم وتعبير «مواصلات الإمبراطورية البريطانية» ليس بالشيء الحديث».
وعلى الرغم من اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح حول إفريقيا بحرا فقد كان طريق التجارة الطبيعي إلى أوروبا هو البحر الأحمر، ومصر، والبحر الأبيض المتوسط، وقد حدث في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ثلاث حوادث أثرت على الحالة السياسية في العالم، وأهمها تأثيرا على تجارة مصر ومستقبلها معاهدة باريس التي تنازلت فيها فرنسا عن كل دعوى لها في الهند إجابة لطلب إنجلترا، والحادثتان الثانيتان هما ثورة علي بك الكبير وخروجه على الدولة في سنة 1766 «كما سبق لنا القول»، والحرب التي شبت نارها بين الترك والروس سنة 1768 وكان نتيجتها معاهدة «كاينارجه».
وكان من أهم النتائج لهذه الحوادث الثلاثة، زيادة نفوذ إنجلترا بفضل مركزها الجديد في الهند، ولهذا وجهت أنظارها منذ ذلك الحين إلى مصر وكانت مطامعها في أول الأمر تجارية.
وكان في مقدمة الرجال الذين اهتموا بالعلاقات التجارية بين الهند وإنجلترا عن طريق مصر رجل اسمه جامس بروس (James Bruce)
الرحالة المشهور الذي ساح في البحر الأحمر وبلاد الحبشة، وتقرب من علي بك بواسطة روسيتي الفينيسي الذي سبق ذكره، وقد تمكن بروس هذا من الحصول على إذن من علي بك والي مصر، يجيز للإنجليز حرية سفر السفن الإنجليزية، ودخولها ميناء السويس وسافر بروس إلى الحبشة وفي أثناء غيبته عرض روستي على علي بك مشروع ترويج التجارة بين مصر والهند لفائدة الجمارك المصرية، فاغتنم علي بك فرصة نشوب الحرب بين تركيا وروسيا في سنة 1769 واستولى على الحجاز عنوة بحد السيف.
وفي سنة 1771 اقترح إنجليزي مقيم في جدة على علي بك فتح طريق تجاري من الهند إلى السويس مباشرة، وخابر علي بك حام البنغال في هذا الصدد، ولكن قبل أن ينفذ هذا المشروع الاقتصادي خسر علي بك ملكه في الحجاز، وفي مصر أيضا.
وفي يناير سنة 1773 عاد «بروس» من سياحته من الحبشة وكان محمد بك أبو الذهب هو الحاكم المطلق التصرف في مصر فتقرب إليه «بروس» وانتهز هذه الفرصة للاتفاق مع محمد بك أبو الذهب على أن يسمح للإنجليز بجلب بضاعتهم من الهند إلى ميناء السويس.
وقد ذكر بروس شيئا عن هذه المخابرات في كتابه المعنون «سياحة إلى نابع النيل من سنة 1768 إلى 1773»
8
Página desconocida