201

Names and Attributes Series

سلسلة الأسماء والصفات

Géneros

معنى كون خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك السؤال ما صحة قول القائل: إن الله منزه عن استطابة الروائح الكريهة تعليقًا على حديث: (إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)؟ الجواب ليست الرائحة كريهة؛ لأن خلوف فم الصائم طيب عند الله ﷾، ولا ينبغي أن يقاس الله ﷾ بخلقه، بل طيبه عند الله سبحانه تعالى أن يتقبله منه، بشرط أن يكون ذلك الصائم محقًا في صومه مخلصًا فيه لله، أما إذا كان الصائم غير مخلص لله فلا يكون خلوفه مستطابًا عند الله، وإذا كان الصائم مخلصًا لله فهو مستطاب عنده بأي وجه من الوجوه كان. فالمقصود: أنه ترك طعامه وشرابه من أجل الله ﷾، فكان هذا الصوم لله خالصًا، كما قال تعالى في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) . وإنما يذكر هنا ما كان صفة صريحة جاء بها النص أو كان متعلقًا بصفة جاء بها النص ولو لم تذكر تلك الصفة، فقوله: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، هذا ليس تصريحًا بصفة، لكنه تصريح بمتعلق صفة لم تذكر، فالشم صفة لم تثبت بلفظها لكن متعلق هذا ذكر في هذا الحديث، بخلاف ما جاء فيه أفعل من غير هذا مثل: أثقل عند الله، أو أرجح عند الله من كذا، فهذا المقصود به في الميزان الذي عند الله، فهو ليس متعلقًا بصفات الله، مثل المقصود بالعندية هنا، فالعندية بمعنى القرب في الميزان يوم القيامة فقط، ولذلك فلابد من النظر إلى دلالة الصفة على متعلقها سواءً ذكرت الصفة أو ذكر متعلقها فقط.

14 / 7