380

Najm Thaqib

النجم الثاقب(الجزء الأول)

Géneros

الرابع قوله: (غير محصور) يحترز من أن يكون محصورا نحو(عندي عشرة إلا درهم) لأنها للمغايرة، والمغايرة غير محصورة على شيء معين فلا يوصف المحصور بغير المحصور، ويعني: (بتعذر الاستثناء) المتصل لا المنقطع، فإذا اجتمعت هذه الشروط كانت صفة، نحو(عندي رجالا إلا زيد) قال تعالى{لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}(1) فهي تابعة لجمع وهوآلهة، ورجال منكور غير محصور وإنما تعذر الاستثناء في هذه لأن المستثنى منه نكرة، والمستثنى معرفة، وهولا يصح أن يكون متصلا لأن من شروط المتصل أن يدخل المستثنى لوسكت عنه، وهذا غير داخل، ولوقدرنا صحته من النكرة أدى إلى تعدد آلهة، والله مستثنى منهم، قال سيبويه: لا يصح هنا إلا الوصف، ولا يصح البدل لأنه لا يجوز إلا في الموجب حيث يصح الاستثناء(2)، وأيضا المعنى في الآية يتغير، لأن المبدل منه في نية الطرح، فيصير لوكان فيهما الله لفسدتا، أوالله فيهما ففسدتا، وأجاز المبرد(3) رفع الله على البدل لأنه يجيزه بعد (لو) و(لولا) كأداة النفي، ولا يقال: يلزم الفساد [و62] لأنه يصير فيهما الله ففسدتا، لأن المبرد لا يريد إلا أنها في حكم النفي في صحة البدل لا أنها نفي محض، فهي نظيرة (هل قام أحد إلا زيد) إنه في معنى النفي ولا يصح في معنى (ما قام زيد) ولا يرد عليه امتناع دخول (الله) في (آلهة) لأن مذهبه الاكتفاء في جواز الاستثناء بصحة الدخول(4). قال الوالد جمال الإسلام: ويمكن أن يعترض القول بالصفة، بأنه يلزم لوكان فيهما آلهة غير مخالفة لم يقع الفساد، وهذا غير صحيح لأن الفساد لازم من وجود الثاني سواء كان هوالله أم غيره، ويمكن الجواب بأن مفهوم الصفة ضعيف مختلف فيه والبدل معناه معنى الاستثناء، والاستثناء صريح لا مفهوم على الصحيح، وإن سلم أنه مفهوم، فهومتفق في الأخذ به والله أعلم.

قوله: (وضعف في غيره) يعني ضعف جعل (إلا) صفة فيما لم يجتمع فيه الشروط كقوله:

[260] وكل أخ مفارقه أخوة

Página 444