316

Najm Thaqib

النجم الثاقب(الجزء الأول)

Géneros

قوله: (لأن المعنى ما تصنع؟) هذا تفسير العامل المعنوي لأنه عند سيبويه(1) أنه فعل مقدر، ولا يقدر إلا مع المصدر، والجار والمجرور، إذا دخل عليهما الاستفهام ولا عمل لهما، وعند الفارسي:,و(2) أنهما العاملان من غير تقدير وقد يقدر الفعل مع الاستفهام وحده، نحو(ما أنت وقصعة من ثريد) و(كيف أنت وقصعة من ثريد) والمقدر (كان) أو(يكون) التامتان(3)، لأنهما يقدران هاهنا كثيرا، والنصب قليل، والعطف أجود، وزعم ابن عصفور(4) أنه يتعين النصب حيث يريد معنى المعية لأنه يفوت بالعطف، فحصل من هذا [و52] أن العطف ينقسم إلى واجب العطف ومختاره، وواجب المعية ومختارها، ومستوى الأمرين، فواجب العطف حيث لا يكون ثم فعل ولا معناه، نحو(زيد وعمروأخواك) و(وكل رجل وضيعته) ومختاره في المنصوب الذي لا يتغير فيه المعنى نحو(رأيت زيدا وعمرا) وفي المجرور الذي لا يتعذر العطف ولا يتغير المعنى، نحو(مررت بزيد وعمرو)وفي الاستفهام الذي لا مصدر له نحو(ما أنت وقصعة من ثريد) وواجب المعية حيث يتعذر العطف نحو(جئت وزيدا) و(مررت بك وزيدا) وحيث يتغير المعنى نحو(استوى الماء والخشبة) و(جاء البرد والطيالسة) (5) وحيث الإبهام نحو(لاتنه عن القبيح وإتيانه)، ومختار المعية حيث يكون أدل على المعنى مع إمكان العطف نحو: (لا تتغد بالسمك وتشرب اللبن) و(لا يعجبك الأكل والشبع) وحيث يكون عامل العطف غير صالح، والمعية ممكنة نحو: {أجمعوا أمركم وشركاءكم}(1) ومستوى الأمرين، فحيث يمكنان معا ولا مرجح لأحدهما نحو(جئت أنا وزيد وزيدا) و(جاء زيد وعمرووعمرا) قال الوالد: والأقرب أن العطف أرجح لأن عامله أسهل.

الحال

قوله: (الحال) هذا أول المفعولات المشبهة(2) على كلام النحاة خلافا للزجاجي ونجم الدين(3)، فإنهما جعلاه من الحقيقية. وانتصابه لشبهه بالظرف لأنه فضلة تقدر ب(في) وقال الفارسي: (4) لشبهه بالمفعول به.

قوله: (ما يبين هيئة الفاعل) ما جنس للحد لأن الحال يكون اسما وفعلا. قوله: (يبين هيئة الفاعل والمفعول) خرجت الصفة، والتمييز، لأنهما يبينان الذات من غير نظر إلى فاعل أومفعول، وخرج نحو(رجع القهقرى) فإنه وإن بين هيئة، فهي هيئة الفعل لا الفاعل، والمراد بالهيئة ما ينتقل، كالركوب والوقوف وهوبخلاف الصفة، فإنها ثابتة لا تنتقل، مثال ما يبين هيئة الفاعل، (جاء زيد راكبا)، ومثال المفعول: (شربت السويق ملتوتا)، وهيئتهما على البدل(5) (ضربت زيدا قائما) وعلى الجمع بلفظ واحد (ضربت زيدا قائمين) قال:

[221] متى ما تلقني فردين ترجف روانف إليتيك وتستطارا(1)

Página 371