============================================================
نقض مقالة المجبرة عقلا ونصا: وإنا إن اقررنا لك بذلك، أنه عندك العدل، فقد لزمنا وأقررنا به، زعمت، فعند ذلك نقول لك ، على قود قولك، ماتقول فيمن ادعى أن الله، عز وجل، كلف قوما أن يقلموا النجوم من السماء فلما لم يقدروا على ذلك، عذبهم بخلود الأبد فى النار الكبرى (1)، وهو غير ظالم لهم 14 فما تقول (وما) يكون ردك، على السائل فى هذا الباب ؟
فإن قلت له : إن هذا عدل غير جور: قال لك : أفليس قد وصف الله نفسه، بالعدل ونفى عنه الجور، وجعل فى عقولنا معرفة العدل والجور، ومعرفة الحق والباطل، والحن والقبح، حتى لا يسقط علينا منه صغير ولا كبير، وهذا كله ما لا يجوز فساده أبدا، ولا قلبه عن وجوهه، ولا عن معانيه التى جعلها الله، عز وجل، فى عقول بنى آدم ابدا ؟11 لو جاز ذلك لبطل الحق، ولم يفرق بينه وبين الباطل، فإن انت لم تقر بهذا القول، قلنا لك : فما حجتك على من قال لك : إنك بقرة، وأنت تظن أنك رجل، وما يدريك لعل الدين والحق عند الله، عز وجل، غير الدين الذى أنت عليه4 وما يدريك لعل السماء هى الأرض، والأرض هى السماء 114 هذا يلزمك ، إذا أبيت إلا التجاهل والخروج من المعقول والصحيح، الذى لا فساد فيه، من التعارف الذى اوجب لله، عز وجل، به الحجة، ثم صرت انت إلى إبطال المعقول والعارف لقولك أن اللك، عز وجل، عذب قوما على ما أراده منهم وقضاه عليهم، وهوغهر ظالم لهم.
وكذلك، زعمت، أنه خلق الزنا والسرقة، على غير معنا (1)، ولا أمر يندب إليه به أنه فعل الزنا والسرقة، وهذا الخروج من المعقول ، وليس من قال بمثل هذا القول، يخاطبه الرجال ، إذا ابى (3) إلا التجاهل والخروج من الحق، وقد عاب الله، عز وجل، (1) فى الأل : الكبرا .
(1) في الأصل : معى (3) فى الأصل: اما 1
Página 184