============================================================
فلابد لهم من إبطال التوحيد الذى انتحلوا، او يرجعوا عن قولهم، فيقولون: إن الحركة والسكون موجودان فى بنى آدم من قبل افعالهم، فيتركوا قولهم، ويصيرون إلى الحق والعدل وهو قولنا.
مثال من القرآن الكريم على ان الاستطاعولبل الفعل، ثم نقول لهم: اليس قد افترض الله، عز وجل، على جميع الخلق فى كتابه، فرضأ لازما لهم ، حيث يقول فى كتابه: قل للمؤمنين يفضوا من أبصارهم ويحفقوا فروجهم(1)، فإن قالوا: نعم، هذا فرض لازم للناس كلهم.
قلنا لهم: فهل افترض الله، عز وجل، عليهم ما يملكون غضة، ويستطيعون حفظه قبل فعله، أم لا 14 فان قالوا : قد افترض الله عليهم ما يملكون غضه، ويستطيعون حفظه قبل نعلهم.. تركوا قولهم ورجعوا إلى قولنا، وهو دين الله، عز وجل: وان قالوا: إن الله، جل ثناؤه، افترض عليهم ما لا يملكون غضة ولا يستطيعون حفظه قبل فعلهم له.. كفروا بقول الله، عز وجل، { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} (2)، 0.إلاما آتاها) (2)، وبقوله: يريد الله بكم اليسر ولا يرهد بكم العسر) (1)، ولانعلم عسرأ أعسر من تكليفهم أن يغضوا أبصارهم، ولا يملكون غضها قبل نظرها إلى المحارم؛ وأن يحفظوا فروجا لا يستطيمون حفظها من الزنا قبل مواقعته؛ وأن يكفوا ايديهم عن القتل الذى لا يقدرون على تركه قبل اكتسابه!1 ثم نقول لهم: ما الفرق بين تكليفهم بغض ابصارهم، وحفظ فروجهم، وكف ايديهم عن قتل المؤمنين، وهم لا يستطيعون شيثا من ذلك ولا يقدرون عليه، وبين تكليفهم لتناول النجوم، والطيران فى الهواء، والمشى على وجه الماء ؟11 نبقوني بعلمرإن كنستم صادقين (04}(5)، فلابد لكم مما قلنا، ولا مخرج لكم من تتا هذه الواضحة، وبعد هذا فانظروا كيف يفد عليكم القول بالتوحيد، بجهلكم بالعدل، وقولكم بالحمبر.
(1) سورة النور : الآية 40.
(2) مورة البقرة : الأمة 286.
(2) سورة الطلاق: الآمة 7.
(4) سررة البقرة : الآية 18.
() سورة الآنعام الآية 143
Página 102