أقول: أولا: انظر في تناقض هذه الكلمات واضطراب بعضها في بعض وعدم حقية كثير منها فإنه ادعى أن الفقه فقهان نبوي وغير نبوي وأن معوله على الأول دون الآخر ألا فليخبرني هذا المتعسف ما الفقه النبوي وما الفقه الآخر فإنه أراد بالفقه النبوي الشريعة المحمدية فلم يأت شارع بعدها وان أراد به الفقه اصطلح عليه الذي هو معرفة النفس ما لها وما عليها عملا فهو مستمد من نور تلك الشريعة المحمدية أيضا وعلى فرض أن أراد هذا فقد صرح الأصوليون بأن الرسول لا يسمي فقيها ففي وصفه الفقه بالنبوي نظر لا يخفي، وثانيا: أفهم كلامه أن من بعد الصحابة فقد أدعى أنه أعلم منهم وليت شعري من الذي عناه بذلك، ثالثا: أنه ذكر أنه ليس من شرط التكليف الاطلاع على علل الأحكام ولا محل لذكره هنا نعم ولا قائل بخلافه، ورابعا: أنه أعقب كلامه بقوله بل بما ظهر من ذلك بالنصوص الواضحة فكأنه ضرب قوله الأول واشترط للتعبد الاطلاع فيما ظهر تعليله من الأحكام... الخ.
قوله: والمطلوب المسامحة والعذر لأني لست بكف ء لهذا الشأن ولا من فرسان ذا الميدان .
أقول: وليته اعتر ف بهذا في أول مرة ولم يصب في جميع ما زخرفه إلا هذه المرة وإذا كان بهذه الحالة فالواجب عليه أن يسلم لأهل الدلالة :
وإذا كنت بالمدراج غرا ثم أبصرت حاذقا لا تماري
وإذا ا ثر الهلال فسلم لأناس رأوه بالأبصار.
Página 47