269

Nahj Haqq

نهج الحق وكشف الصدق‏

وبأي اعتبار وجب الانقياد إلى هذه البيعة والنص غير دال عليها ولا العقل فهذا بعض ما نقله السنة من الطعن على أبي بكر والذنب فيه على الرواة من السنة

المطلب الثاني في المطاعن التي نقلها السنة عن عمر بن الخطاب

نقل الجمهور عن عمر مطاعن كثيرة

طعن عمر النبي الأعظم ص حين وفاته

منها قوله عن النبي ص لما طلب في حال مرضه دواة وكتفا ليكتب فيه كتابا لا يختلفون بعده وأراد أن ينص حال موته على علي بن أبي طالب (ع) (1) فمنعهم عمر وقال إن رسول الله ليهجر حسبنا كتاب الله (2) فوقعت الغوغاء وضجر النبي ص

(1) أقول: ذكر أحمد بن أبي طاهر في كتابه: تاريخ بغداد، مسندا، كما في شرح النهج ج 3 ص 97 وكتاب علي ومناوئوه ص 26 (ط مطبوعات النجاح بالقاهرة): محاورة طريفة جرت بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب، قال عمر لابن عباس: يا عبد الله، عليك دماء البدن إن كتمتنيها، هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قلت: نعم، قال: أيزعم أن رسول الله (ص) نص عليه؟ قلت: نعم. وأزيدك: سألت أبي عما يدعيه؟ فقال:

صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمره ذرو من قول، لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربع في أمره وقتا ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه، فمنعت من ذلك، إشفاقا وحيطة على الإسلام، لا، ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبدا، ولو وليها لانتقضت عليه العرب من أقطارها، فعلم رسول الله (ص): أني علمت ما في نفسه فأمسك، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم ..

فهل ترى أن الخليفة كان أحرص على الإسلام من نبيه الكريم؟؟ الله الهادي؟!

(2) أقول: رواه مسلم بطريقين، في باب ترك الوصية ج 3 ص 69، إلا أن الذي في هذه طبعة مصطفى الحلبي وأولاده بمصر (قد ورد في طريقه الأول قوله: «فقالوا: إن رسول الله يهجر»، وفي طريقه الثاني: فقال عمر: إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وهكذا في البخاري ج 1 ص 36، باب كتابة العلم وج 2 ص 156، باب قول المريض:-

Página 273