263

Nahj Haqq

نهج الحق وكشف الصدق‏

- فترى أن أزواج النبي (ص) كن يعتقدن أنهن يرثن منه (ص)، ولم يسمعن منه هذا الحديث المختلق، المخالف لكتاب الله، بل بعد وفاته لم يتكلم به أحد إلى عشرة أيام.

وقد تقدم أن الفيىء ملك خالص له (ص) بنص القرآن، وليس للمسلمين فيه حق، كما صرح به (ص) في جواب سؤال عمر.

وأخرج ابن سعد في الطبقات ج 2 ص 315 كلاما لعلي (عليه السلام)، يعرف منه اختلاق هذا الحديث، قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله (ص): لا نورث، ما تركناه صدقة، وما كان النبي يعول فعلي، فقال علي: ورث سليمان داود، وقال زكريا: يرثني ويرث من آل يعقوب؟ قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي: هذا كتاب الله ينطق ... الحديث، وفي شرح النهج ج 4 ص 81 عن أبي الطفيل، قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله (ص) أم أهله؟ قال: بل أهله. قال: قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت: أنت ورثت رسول الله (ص) أم أهله؟ وهذا تصريح بأنه (ص) موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله لا نورث ..

ثم هناك قول علي (ع): «بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء» (نهج البلاغة).

وأما مطالبتها (ع) بالنحلة، وهي «فدك»، فقد أسلفنا جملة من مصادره فيما سبق.

أضف إلى ذلك كلامها مع علي (ع)، بعد رجوعها من المسجد: «هذا ابن أبي قحافة، يبتزني نحيلة أبي، وبليغة ابني»، راجع مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج 2 ص 581 (ط بيروت).

أضف إلى ذلك: ما ذكره أعلام القوم، من كلام بضعة الرسول (ص)، وشهادة علي (ع)، وأم أيمن، راجع: شرح النهج ج 4 ص 80 و82 والصواعق ص 22 والسيرة الحلبية ج 3 ص 362، ووفاء الوفاء ج 2 ص 161

ثم طلب أبو بكر البينة لما ادعت أنها نحلتها، كما في الكتب المذكورة.

وتدل أيضا: على أنها (ع) أصيبت بأبيها خير الآباء، فجلست حزينة كئيبة مشغولة بالعزاء إلى أن مضت عشرة أيام، فبلغها أن أبا بكر أخرج عمالها من فدك. راجع: مكاتيب الرسول ج 2 ص 581، وشرح النهج ج 4 ص 97

ومطالبتها بسهم ذوي القربى قد أخرجه كثير من الأعلام راجع: السيرة الحلبية ج 3 ص 362، وفتوح البلدان ص 44 ووفاء الوفاء ج 2 ص 157، وصحيح مسلم ج 2 ص 143، ومعجم البلدان ج 4 ص 239، وشرح النهج ج 4 ص 86.-

Página 267