وأما ما كتبه صبحي الصالح في مقدمته لنهج البلاغة والتي عنونها «لمحة خاطفة عن سيرة الامام علي عليه السلام» فتراه يراوغ فيها بين مدح وذم دفين يجعل القارئ مصدقا بما يقوله ويحرف ذهنه عن الواقع من دون أن يشعر به .
فمثلا تراه يمدح أمير المؤمنين عليه السلام بأنه كان : ثاقب الفكر ، راجح العقل ، بصيرا بمرامي الأمور ، له سياسة وحكمة وقيادة رشيدة.
ولكن سرعان ما تراه يعقب على كلامه هذا ويهدم كل ما بناه ويلقي بسمه ، وذلك عندما يقول : لكن مثله العليا تحكمت في حياته ، فحالت دون تقبله للواقع !! ورضاه بأنصاف الحلول !! بينما تجسدت تلك الواقعية في خلفه معاوية !! وكانت قبل متجسدة على سمو ونبل في الخليفة العظيم عمر بن الخطاب !!
الفوارق بين هذه الطبعة وطبعة صبحي الصالح
تبلغ الفوارق بين هذه الطبعة وطبعة صبحي صالح المئات ، فتجد في كل صفحة فوارق كثيرة ، بل في كل سطر ، وهذا ما يدل على أن صبحي الصالح لم يعتمد على أي أصل أو مخطوط ، بل حاول في بعض الموارد تحريف النص عن معناه الأصلي ، ولو أردنا استقصاء جميع الفوارق وبحثها لطال بنا المقام، فنقتصر هنا على الاشارة إلى بعض الفوارق ونترك الاستقصاء بمطابقة هذه الطبعة مع طبعة صبحي الصالح إلى القارئ الكريم :
صبحي الصالح
المخطوط
رقم (180) من الحكم : واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة ؟
واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة ولاتكون بالصحابة والقرابة ؟!
رقم (243) من الحكم : والأمانة نظاما للأمة .
والإمامة نظاما للأمة
رقم (319) من الحكم : فما جاع فقير إلا بما متع به غني
فما جاع فقير إلا بما منع به غني
رقم (233) من الخطب : روى ذعلب اليمامي
روى اليماني
--- ( 9 )
Página 8