ولا يند ناد(1)، بل لا أبعد أن يكون القاصر عني فوق الواقع إلي، والحاصل في ربقتي(2) دون الخارج من يدي، وما علي إلا بذل الجهد، وبلاغ الوسع، وعلى الله سبحانه نهج السبيل(3)، وإرشاد الدليل، إن شاء الله تعالى.
ورأيت من بعد تسمية هذا الكتاب ب «نهج البلاغة» إذ كان يفتح للناظر فيه أبوابها،ويقرب عليه طلابها، وفيه حاجة العالم والمتعلم، وبغية البليغ والزاهد، ويمضي في أثنائه من عجيب الكلام في التوحيد والعدل، وتنزيه الله سبحانه عن شبه الخلق، ما هو بلال كل غلة(4)، وشفاء كل علة، وجلاء كل شبهة.
ومن الله سبحانه أستمد التوفيق والعصمة، وأتنجز التسديد والمعونة، وأستعيذه من خطأ الجنان، قبل خطأ اللسان، ومن زلة الكلم(5)، قبل زلة القدم، وهو حسبي ونعم الوكيل.
Página 24