وأشدها ملامحة(1) لغرضه.
وربما جاء فيما أختاره من ذلك فصول غير متسقة(2)، ومحاسن كلم غير منتظمة; لاني أورد النكت واللمع(3)، ولا أقصد التتالي والنسق(4).
ومن عجائبه(عليه السلام) التي انفرد بها، وأمن المشاركة فيها، أن كلامه(عليه السلام)الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه ، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حظ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع(5) في كسر بيت(6)، أوانقطع إلى سفح جبل(7)، لا يسمع إلا حسه، ولا يرى إلا نفسه، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه(8)، فيقط الرقاب(9)، ويجدل الابطال(10)، ويعود به ينطف(11) دما، ( 23 )
Página 22