310

ولا يفنى مدده ، فلسنا نعلم كنه عظمتك ، إلا أنا نعلم أنك حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، لم ينته إليك نظر ، ولم يدركك بصر ، أدركت الأبصار ، وأحصيت الأعمار ، وأخذت بالنواصى والأقدام ، وما الذى نرى من خلقك ونعجب له من قدرتك ، ونصفه من عظيم سلطانك ، وما تغيب عنا منه ، وقصرت أبصارنا عنه ، وانتهت عقولنا دونه ، وحالت ستور الغيوب بيننا وبينه ، أعظم فمن فرغ قلبه ، وأعمل فكره ، ليعلم كيف أقمت عرشك ، و[كيف] ذرأت خلقك (1)، وكيف علقت فى الهواء سمواتك ، وكيف مددت على مور الماء أرضك (2)، رجع طرفه حسيرا (3)، وعقله مبهورا ، وسمعه والها ، وفكره حائرا.

** منها :

فكل من رجا عرف رجاؤه فى عمله ، إلا رجاء الله فإنه مدخول (4)، وكل خوف محقق ، إلا خوف الله فإنه معلول : يرجو الله فى

Página 71