ورووا أن شر السير الحقحقة.
ولأن ينقص الكتاب عن مقدار الحاجة أحب إلي من أن يفضل عن مقدار القوة؛ لأن الملالة تبغض في الجميع، وتزهد في الكل.
فأنا أسألك - أكرمك الله - أن ترى هذا الكتاب وتقرأ ما خف عليك منه. فإن يصلح الكلام وكان كما وصفت وكما ضمنت، حثثت على قراءته وعلى اتخاذه، وعلى تخليده وعلى تدوينه، وأمرت من يحتاج إلى المادة، وإلى حسن المعونة من الموافقين والإخوان الصالحين، أن ينظروا فيه، وأن يبثوه ويشيعوه.
وقد كنت أنا على ذلك قادرا، وبه مستوصيا؛ ولكن الرجل الرفيع إذا رفع الشيء ارتفع، كما أنه إذا وضع الشيء اتضع.
وإن كنت فيه غلقا أو لعلته مستكثرا، كان لك بحسن نيتك وصلاح مذهبك، والذي رجوت عنده من المنفعة وصلاح قلوب العامة، الأجر الكبير، والثواب العظيم، مع ما تقضي بذلك من ذمام المتحرم بك، والمتحلي من بيتك؛ ومع اليد البيضاء والصنيع المشكور.
Página 291