بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا﴾ دل على أن هذا الدعاء ينفعهم، وفي «العاقبة» قال بشار بن غالب: رأيت رابعة العدوية العابدة في المنام وكنت كثير القراءة لها، فقالت: يا بشار هديتك تأتينا في أطباق من نور عليها مناديل من حرير، هكذا يا بشار دعاء الأحياء إذا دعوا لإخوانهم الموتى فاستجيب لهم، يقال: «هذه هدية فلان» .
وقال بعض من يوثق به! كانت لي امرأة فقرأت في بعض الليالي آيات من القرآن وأهديتها إليها ودعوت واستغفرت لها، فلما كان في اليوم الثاني جاءتني امرأة أعرفها قال: رأيت البارحة فلانة، تعني الميتة المذكورة في مجلس حسن وقد أخرجت أطباقًا من تحت سرير وهي مملوءة قوارير، فقالت: يا فلانة! هذه هدية أهداها صاحب بيتي، قال: وما كنت أعلمت أحدًا بما أهديت..» .
قال أبو قلابة: أقبلت من الشام إلى البصرة فمررت على مقابر فوضعت رأسي على القبر، فنمت، فإذا صاحب القبر في المنام قد وقف لي قال: «جزى الله أهل الدنيا خيرًا لا يزال يدخل علينا من دعائهم أمثال الجبال» .
1 / 294