143

Nafahat Canbar

نفحات1

Géneros

وتوفي المولى محمد بن إسحاق في خلال ذلك وجعل إلى ولده صاحب الترجمة ما كان لأبيه من البلاد وغيرها، ورجع صنعاء مبجلا معظما وصار بها زينة للزمان ومحطا لرجال الأعيان، ومفزعا من طوارق الحدثان، حتى توفاه الله تعالى في (شهر)[.....] (1) سنة إحدى وتسعين ومائة وألف (2) وقبره في خزيمة غربي [62أ-ج] صنعاء رحمه الله تعالى، وكان والده المولى محمد بن إسحاق قد فعل لبعض أولاده ومنهم صاحب الترجمة أعراسا عظيما، وكان المولى إسماعيل بن محمد بن إسحاق وعمه المولى الحسن بن إسحاق في الحبس ففعلا إلى المولى محمد هذه القصيدة البديعة:

لقد قيل لي أبناؤك اليوم أعرسوا

وقد ضربوا دون العرائس بالسجف

وقد قرنت الأعراس باليمن وانثنت

ببهجة الأيام مائسة العطف

وقد زخرفت فيه القصور ونوعت

به فرش في الحسن جاءت على وصف

وقد (رصعت))فيه الأرائك حولها

كراسي للأفراح محكمة الرصف

وقد زينت للناظرين وأظهرت

نمارقها لطف الوصائف بالصف

وقد نزلت فيها الغواني وحركت

معاطفها الغزلان للأنس بالزف

وقد أبرزت معنى السرور وأعلنت

على جهة الترخيص بالغرض المخفي

وقد أطلعت فيها الشموع لمن يرى

نجوم فخذ عنها الحديث من الطرف

وقد أشرقت من حسنه الأرض واكتست

من النور ثوبا قد جلى ظلمة السدف

وقد نشرت فيه المجامر مطرفا

فلاذت به الأبصار من خشية الخطف

فطرت سرورا عند ذاك ولم أجد

سبيلا لمقصوص الجناح إلى الألف

وضقت بذا ذرعا ولم أر شافيا

لمثلي سوى التفصيل من شقة الوصفشقة الوصف[34أ-ج]

وما الجهل بالأشياء إلا مضرة

لذا الكتب بالأقلام من دائها يشفي

لقد كتب أنباي أنبايا العماد وصنوهوصنفوا

إلي بما يغني اللبيب وما يكفي

وقد رفعا عني الحجاب وأبديا

بذلك ما كان البعاد له يخفي[101-أ]

وقد حققا الأطراف حتى كأنني

أشاهد هاتيك المشاهد بالطرف

Página 187