Nadhra Al-Na'eem fi Makarem Akhlaq Al-Rasool Al-Kareem

Group of Authors d. Unknown
45

Nadhra Al-Na'eem fi Makarem Akhlaq Al-Rasool Al-Kareem

نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم

Editorial

دار الوسيلة للنشر والتوزيع

Número de edición

الرابعة

Ubicación del editor

جدة

Géneros

لقد بين الله تعالى في هذا القرآن أصول الدين وأشار إلى مسائله وقال في حقه وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ «١» فعموم قوله تعالى تِبْيانًا لِكُلِّ شَيْءٍ يصدق على أصول الأحكام وأسس العقائد وقواعد الدين وهذا هو السر في وصف الدين بالكمال قال الله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا «٢» وهذه الآية نزلت في حجة الوداع في آخر حياة النبي ﷺ فقد تضمنت أن هذا الدين قد كمله الله وأتمه وأكمل الشرائع والأدلة وسائر الأحكام فقد بين الله في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ ما يلزم العباد من الطاعات والقربات التي هي حقوق الله عليهم فبين لهم أولا أنه ربهم ومالكهم، ولفت أنظارهم إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من الآيات وعجائب المخلوقات التي فطر الله جميع الخلق على الاعتراف بأنها صنعه وإبداعه كقوله ﷿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتًا «٣» . وقوله أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّماءُ بَناها «٤» الآيات ... إلخ وقوله: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ «٥» ونحو ذلك، ثم بين لهم حيث أقروا بأن ما في الكون كله لله، فهو الخالق المنفرد بإيجاد المخلوقات أنه وحده

(١) سورة النحل: آية ٨٩. (٢) سورة المائدة: آية ٣. (٣) سورة المرسلات: آية ٢٥. (٤) سورة النازعات: آية ٢٧. (٥) ق: آية ٦.

المقدمة / 44