وقيل: أسامة، وعبد الرحمن بن عوف، وأوس بن خولي. وقيل: عقيل بن [أبي] طالب، وقثم. وألقى المغيرة بن شعبة خاتمه ثم نزل فأخذه، وكان آخر الناس به عهدا.
وقيل: إن عليا أعطاه الخاتم ولم يمكنه من النزول. وقيل: نزل القثم. وهو الثبت (1).
ومدفنه أظهر من أن يذكر، والصحيح: أن عليا حل عند رأسه وقبل وجهه، وقال: «السلام عليك بأبي أنت وأمي يا حبيب الله، طبت حيا وميتا، ولقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة والإنباء وأخبار السماء، خصصت حتى صرت مسليا عن غيرك، وعممت حتى صار الناس فيك سواء، والله إن الجزع ليقبح إلا عليك، وإن الصبر لحسن إلا عنك، ولو لا أمرك بالصبر ونهيك عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الجفون، ولكان الداء مخامرا، والكمد محالفا، ولكنه ما لا يستطاع رده ولا يمكن دفعه، فاذكرنا عند ربك، واجعلنا من بالك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته» (2).
وقال عند خروجه:
ما غاض دمعي عند نازلة
إلا جعلتك للبكاء سببا
فإذا ذكرتك سامحتك به
مني الجفون ففاض وانسكبا (3)
وكان (عليه السلام) ختام مائة ألف وأربعة وعشرين ألف نبي، والمرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر. قال الشاعر:
إنما الدنيا عناء وقصارها مناء
لو نجا خلق من الموت لعاش الأنبياء
فلما دفن قالت فاطمة (عليها السلام): «كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم». [وقالت:] «يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتاه ومن جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه أتى جبريل ينعاه، يا أبتاه على من خلفت الحسن والحسين»
Página 46