وأنتم كالفصول أيضا يا أبناء أورفليس؛
فإنكم تنكرون ربيعكم في شتائكم،
ولكن الربيع لا ينكركم، بل يبتسم لكم في غفلته، من غير أن يغضب أو يتعكر صفوه.
ولا يخطر لكم أني أقول لكم هذا لكي أحملكم على أن تهمسوا بعضكم لبعض قائلين: «قد أجاد في مديحنا والثناء علينا، ولم ير سوى الصالح فينا.»
فإنني أنقل إليكم بألفاظي ما تدركونه أنتم بأفكاركم.
وهل المعرفة اللفظية سوى ظل للمعرفة غير اللفظية؟
لأن أفكاركم وكلماتي ما هي عند التحقيق إلا أمواج تقذف بها بحيرة الذاكرة المختومة التي تحتفظ بدواوين ماضينا ومجرياته،
وحوادث الأيام المتصرمة عندما لم تكن الأرض تعرفنا، وكانت تجهل ذاتها أيضا،
وأحلام الليالي عندما كانت الأرض خربة خاوية خالية.
قد جاءكم الحكماء قبلي لكي يقدموا لكم من حكمتهم، أما أنا فقد أتيت إليكم لكي أغرف من معين حكمتكم.
Página desconocida