الصداقة.
ولا يكن لكم في الصداقة من غاية ترجونها غير أن تزيدوا في عمق نفوسكم؛
لأن المحبة التي لا رجاء لها، سوى كشف الغطاء عن أسرارها، ليست محبة، بل هي شبكة تلقى في بحر الحياة ولا تمسك إلا غير النافع.
وليكن أفضل ما عندك لصديقك،
فإن كان يجدر به أن يعرف جزر حياتك،
فالأجدر بك أيضا أن تظهر له مدها؛
لأنه ماذا ترتجي من الصديق الذي تسعى إليه لتقضي معه ساعاتك المعدودة في هذا الوجود؟
فاسع بالأحرى إلى الصديق الذي يحيي أيامك ولياليك؛
لأن له وحده قد أعطي أن يكمل حاجاتك، لا لفراغك ويبوستك، وليكن ملاك الأفراح واللذات المتبادلة مرفوعا فوق حلاوة الصداقة؛
لأن القلب يجد صباحه في الندى العالق بالصغيرات، فينتعش ويستعيد قوته.
Página desconocida