إن صديقك هو كفاية حاجاتك،
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر،
هو مائدتك وموقدك؛
لأنك تأتي إليه جائعا، وتسعى وراءه مستدفئا. •••
فإذا أوضح لك صديق فكره فلا تخش أن تصرح بما في فكرك من النفي، أو أن تحتفظ بما في ذهنك من الإيجاب؛
لأن الجبل يبدو للمتسلق له أكثر وضوحا وكبرا من السهل البعيد.
وإذا صمت صديقك ولم يتكلم فلا ينقطع قلبك عن الإصغاء إلى صوت قلبه؛
لأن الصداقة لا تحتاج إلى الألفاظ والعبارات في إنماء جميع الأفكار والرغبات والتمنيات التي يشترك الأصدقاء بفرح عظيم في قطف ثمارها اليانعات.
وإن فارقت صديقك فلا تحزن على فراقه؛
لأن ما تتعشقه فيه، أكثر من كل شيء سواه، ربما يكون في حين غيابه أوضح في عيني محبتك منه في حين حضوره.
Página desconocida