وفي ذلك الذي يسبق غيره إلى وليمة العرس، وعندما يملأ جوفه من الأطعمة ويبلغ حده من النهم والشراهة يترك الوليمة ويذهب في طريقه قائلا: إن جميع الولائم مخالفة للناموس وجميع الذين يجتمعون إليها متعدو الشريعة؟ •••
ماذا أقول في أمثال هؤلاء؟ إنهم كجميع الناس يقفون في أشعة الشمس، ولكنهم يولون الشمس ظهورهم؛
فهم لذلك لا ينظرون سوى ظلالهم، وظلالهم هي عند التحقيق شرائعهم المقدسة.
وهل الشمس في اعتقادهم سوى منشأ الظلال؟
وهل اعترافهم بالشريعة سوى أنهم ينحنون ويطأطئون رءوسهم لكي يستقصوا ظلالهم على الأرض؟
أما أنتم، الذين يمشون وهم يحدقون إلى الشمس بأجفان غير مرتعشة، فهل في الأرض من صورة تستطيع أن تستوقفكم هنيهة؟
وأنتم، المسافرين مع الريح، أية صفحة من الصفحات الدالة على مجاري الرياح تقدر أن تقودكم في مسالككم؟
وما هي الشريعة البشرية التي تفيدكم إذا كنتم لم تحطموا نيركم على باب سجن من سجون الإنسان؟
وأية شرائع ترهبون إذا كنتم ترقصون، ولكنكم لا تعثرون بقيد من قيود العالم الحديدية؟
ومن هو الرجل الذي يستطيع أن يأتي بكم إلى المحاكمة إذا مزقتم أثوابكم، ولكنكم لم تضعوها في طريق أحد من الناس؟ •••
Página desconocida