ومنهم من يعطون بألم، وألمهم معمودية لهم.
وهنالك الذي يعطون ولا يعرفون معنى للألم في عطائهم، ولا يتطلبون فرحا، ولا يرغبون في إذاعة فضائلهم، هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبيره العطر في ذلك الوادي.
بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله، ومن خلال عيونهم يبتسم على الأرض.
جميل أن تعطي من يسألك ما هو في حاجة إليه،
ولكن أجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت تعرف حاجته، فإن من يفتح يديه وقلبه للعطاء يكون فرحه بسعيه إلى من يتقبل عطاياه والاهتداء إليه أعظم منه بالعطاء نفسه.
وهل في ثروتك شيء تقدر أن تستبقيه لنفسك؟
فإن كل ما تملكه اليوم سيتفرق ولا شك يوما ما؛
لذلك أعط منه الآن؛ ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت دون ورثتك.
وقد طالما سمعتك تقول متبجحا: «إنني أحب أن أعطي، ولكن المستحقين فقط.»
فهل نسيت، يا صاح، أن الأشجار في بستانك لا تقول قولك، ومثلها القطعان في مراعيك؟
Página desconocida