El profeta Moisés y los últimos días de Tel El-Amarna (Parte 1): Enciclopedia histórica, geográfica, étnica y religiosa
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
Géneros
وكان في ذلك الزمان لما خرج يربعام من أورشليم، أنه لاقاه أخيا الشيلوني النبي في الطريق، وهو لابس رداء جديدا وهما وحدهما في الحقل، فقبض أخيا على الرداء الجديد الذي عليه، ومزقه اثنتي عشرة قطعة، وقال ليربعام خذ لنفسك عشر قطع؛ لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل: «ها أنا ذا أفرق المملكة من يد سليمان وأعطيك عشرة أسباط، ويكون له سبط واحد.» (ملوك أول، 11: 29-32)
والنص هنا يصبح واضحا، عندما نعلم أن يربعام هذا قد قام بثورة ضد رحبعام بن سليمان بعد موت سليمان، واستقل بعشرة أسباط «عرفت في التاريخ باسم الأسباط الإسرائيلية»، وأقام مملكة شمالية عرفت باسم «إسرائيل»، وترك الجنوبية لرحبعام بن سليمان، وهي التي «عرفت بمملكة يهوذا الجنوبية»، وتفككت دولة إسرائيل المتحدة أو كل إسرائيل إلى دولتين، غالبا ما كانتا بعد ذلك متعاديتين.
ولما كانت تلك مصيبة كبرى قد حلت بالمملكة، وكان يجب الاعتراف بها، ولما كان يهوه ربا محبا لشعبه، يرجو له الخير؛ ولأن ما حدث لا بد كان قد حدث بإرادة يهوه؛ ولأن ما حدث كان شرا مستطيرا؛ لذلك لجأ المحرر التوراتي لتبرئة يهوه، وإلقاء اللوم على شعبه، ولو سألنا يهوه لماذا فرقت مملكتك وشعبك؟ فإنه يرد ويقول:
لأنهم تركوني وسجدوا لعشتروت إلهة الصيدونيين ولكموش إله الموآبيين، ولملكولم إله بني عمون. (ملوك أول، 11: 33)
وعلينا هنا أن نلاحظ أمرا له أهميته، وهو أن أمهات ملوك بني إسرائيل كن غير إسرائيليات، فداود يعود إلى جدة موآبية باسم «راعوث»، وأبشالوم ابن داود من أم «جشورية» اسمها معكة، وسليمان ابن بتشبع «الحيثية»، ورحبعام بن سليمان من أم «عمونية» (انظر صموئيل الثاني ، 3: 2؛ وملوك أول، 14: 21).
وملحوظة ثانية مهمة وهي أن الإسرائيليين، عندما قرروا إنشاء مملكة والتحول إلى المركزية، لم يكن لديهم مراسم تتويج معلومة، «ومن هنا أخذو مراسم التتويج عن مصر القديمة، وهو دهن المسحة أو المسح بالزيت»، ومن هذه المراسيم ظهرت أهم الأفكار الإسرائيلية؛ لأن منشأ كلمة «شيحا» العبرية، يعود إلى طقس المسح بالزيت المقدس، تتويجا للملك على العرش، أو رسم منصب الكاهن الأكبر. وتمثل الطقس التتويجي بصب الزيت، أو مسحه بالإصبع على رأس الممسوح أو جبهته، وبعد ذلك يتحول إلى شخص مقدس لا يمس، آمرا ناهيا باسم الإله (انظر صموئيل الأول، 26: 9)، «وبعد مسح الملك يصبح مسيحا مقدسا» (؟!).
شكل 2-1: المسحة المصرية المقدسة بالدهن أو الزيت المقدس.
وحتى تقوم الدولة المركزية، وتتوحد مجموع القبائل المتناثرة، أرجع المحرر التوراتي ذلك التوحد إلى الزمن القديم، فاخترع قرابات دم بين الآباء البطاركة الأوائل، أسلاف تلك القبائل، وألقى بوحدة إسرائيل في مرآة التاريخ القديم إلى وحدة عنصر ودم قرابية تأسيسية، رغم أننا سنعلم مما سيظهره هذا البحث، أنهم «كانوا قبائل ضمن مجموعات قبلية عديدة، لا ترتبط برابطة الدم، قدر ما ارتبطت بروابط المصالح المشتركة».
ورغم أن سيرة داود بالكتاب المقدس، تشير إلى شخص نفعي داهية، يضحي بأي كم من الدماء لتحقيق مآربه، ويعقد التحالفات حتى مع أعداء شعبه، وكثيرا ما أظهر ورعا زائفا، بينما كان يسعى لتحقيق مصالح دنيوية بحتة، فإن المحرر اللاهوتي اللاحق رفع داود إلى موضع المختار من يهوه شخصيا، ووضعه في مصاف القديسين؛ «لأن يهوه قد غفر له كل خطاياه وآثامه، والسبب أنه كان شديد الملاحة عظيم السمت جميل الطلعة.»
وفنان أيضا ينشد المزامير على آلات الطرب، «وكان أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر ... يحسن الضرب بالعود» (صموئيل أول، 16: 12، 17).
Página desconocida