El Simplificado en la Explicación de las Lámparas de la Sunna
الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي
Editor
د. عبد الحميد هنداوي
Editorial
مكتبة نزار مصطفى الباز
Número de edición
الثانية
Año de publicación
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ هـ
Géneros
ويحتمل: أنها وصفت بـ (التمام)؛ لكونها محمية عن النسخ والإبدال، باقية إلى يوم التناد، ومعنى قوله ﷺ (والصلاة القائمة) أي: الدائمة التي لا تغيرها ملة، ولا تنسخها شريعة.
وفيه: (آت محمدا الوسيلة).
الوسيلة: ما يتقرب به [٦٩/أ] إلى الغير؛ يقال: وسل فلان إلى ربه وسيلة، وتوصل إليه بوسيلة: إذا تقرب إليه بعمل، والمراد بها في الحديث: منزلة في الجنة مفسرة بقوله ﷺ: (ثم سلموا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة).
وإنما سميت (وسيلة)؛ لأن خصيصى القربة أفضت به إلى تلك المنزلة، ولما كان النبي ﷺ في مقام القربة وحال التوسل إلى الله؛ بحيث لا يناهضه أحد خص في الجنة بمنزلة لا يناصبه فيها أحد.
[٤٣٦] ومنه: حديث عبد الله بن مغفل، ﵁، عن النبي ﷺ: (بين كل أذانين صلاة ... الحديث). أراد بـ (الأذانين): الأذان والإقامة، والعرب قد تحمل أحد الاسمين على الآخر؛ فتجمع بينهما في التسمية؛ طلبا للتخفيف؛ كقولهم: (سنة العمرين)، وكقولهم: (العصران): للغداة والعشى. و(الأسودان): للماء والتمر، والحية والعقرب.
وقد ذهب بعض من يرى كراهة الضلاة بين أذان المغرب وإقامتها: إلى أن المراد منهما: الأذان الحقيقي، ويقضى على هذا التأويل: قوله ﷺ: (لمن شاء)، وهذا يدل على أن الأمر إليه: إن شاء صلى، وإن شاء لم يصل، ولو صرف إلى الأذان الحقيقي، لم يجز أن يكون المأمور بها مخيرا فيها.
ولو قال هذا القائل: أنه يحمل على السنن، لم يصح- أيضا؛ لأن الصحابي الذي يرويه يقول: (كراهية أن يتخذها الناس سنة).
فصح أن المراد منهما: الأذان والإقامة.
وإنما ذهب أبو حنيفة- رحمة الله عليه- إلى كراهة النافلة قبل صلاة المغرب؛ لحديث بريدة الأسلمي ﵁؛ أن رسول الله ﷺ قال: (إن عند كل أذان ركعتين ما خلا صلاة المغرب)، وقد روى عن النخعي أنه قال: ركعتان قبل المغرب بدعة؛ وقال: إن النبي ﷺ وأبا بكر وعمر لم يصلوها.
قلت: وقد نقل خلاف ذلك عن عبد الرحمن بن عوف، وأبي، وأنس، وغيرهم من الصحابة، ﵃
1 / 195